كشف الدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، عن تفاصيل مبادرة "صحح مفاهيمك"، مؤكداً أن المبادرة تعد جزءاً أساسياً من الاستراتيجية القومية للوزارة، التي تستهدف بناء الإنسان المصري واستعادة قوته الحضارية والفكرية.
وأوضح الدكتور رسلان مع قناة صدى البلد، أن الفكرة بدأت منذ إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي في 2018 عن أهمية بناء الإنسان بعد تثبيت أركان الدولة، مشيراً إلى أن مبادرة "صحح مفاهيمك" تستلهم كتاب الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الذي تناول استعادة الشخصية المصرية وأعمدتها التسعة، المستمدة من التاريخ والحضارة المصرية الممتدة عبر العصور.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن المبادرة تهدف إلى معالجة الاعوجاج في سلوكيات المصريين بمختلف الفئات العمرية، ووصف ذلك بأنه خطوة أساسية قبل الانتقال إلى بناء الشخصية والفكر المصري القوي، لتصبح قاعدة صلبة يمكن من خلالها صناعة الحضارة.
وأكد الدكتور رسلان أن استراتيجية وزارة الأوقاف تعتمد على أربعة محاور رئيسية، تبدأ بمحوري مكافحة التطرف الديني ومكافحة التطرف اللاديني، واصفاً إياهما بالمحورين "الداهم والعاجل"، نظراً إلى ضرورة التعامل الفوري مع السلبيات القائمة في المجتمع. بعد معالجة هذه الجوانب الحرجة، يتم الانتقال إلى المحور الثالث وهو بناء الإنسان، ثم المحور الرابع والأخير وهو صناعة الحضارة.
وشدد على أن الشخصية المصرية متفردة وفريدة في العالم، مستعرضاً الخصائص التي تشكل "بوتقة الصهر المصرية"، التي استطاعت أن تمتص الحضارات والأفكار والأديان المختلفة وتعيد تقديمها بصورة رشيدة ومستقرة للعالم، مثل إعادة تقديم المسيحية والإسلام بصورة مستنيرة تتوافق مع التجربة المصرية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن التاريخ المصري حافل بالحضارات التي ساهمت في تكوين الشخصية المصرية القادرة على التمييز بين العلوم والمعرفة، الإيمان، والأخلاق، مشيراً إلى أن أول أثر لحياة بشرية على الأرض في مصر يعود إلى 2 مليون و300 ألف سنة، ما يجعل مصر أرضاً غنية بالتاريخ والتجارب الحضارية الفريدة التي شكلت وعي المصريين وقدرتهم على البناء الفكري المستنير.
وأوضح الدكتور رسلان أن المبادرة لا تكتفي بمعالجة السلبيات فحسب، بل تسعى إلى تمهيد المصريين لبناء شخصية قوية قادرة على المساهمة في صناعة حضارة مستدامة، موضحاً أن الهدف النهائي للمبادرة هو إعداد الإنسان المصري ليكون عنصراً فاعلاً في المجتمع قادر على ترجمة التاريخ والحضارة إلى واقع إيجابي ملموس.
واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالتأكيد على أن هذه المبادرات تعكس دور المؤسسات الدينية المصرية في تأمين الجبهة الفكرية للمجتمع، بما يضمن استقرار المجتمع، ويحقق توجيهات الدولة في تعزيز مكانة مصر كمرجعية فكرية وحضارية على مستوى العالم.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض