كشف فيصل الأحمدي، خبير التوريد من الصين، أن أسعار مواد البناء والتشطيبات في السوق السعودية أعلى بنحو 50% من نظيراتها في الصين، رغم أن المنتجات المستوردة من الصين غالباً ما تكون بنفس الجودة أو أعلى.
وأوضح في بودكاست مع صحيفة الاقتصادية، أن المشكلة الرئيسة لا تكمن في الصناعة الصينية كما يظن البعض، بل في سلوك الموردين المحليين الذين يستوردون المنتجات الأرخص ويبيعونها بأسعار مبالغ فيها، قائلاً: "الصيني يقدم لك عدة درجات من الجودة، لكن بعض الموردين يختار الأرخص لزيادة هامش الربح، وهو ما أدى إلى ترسيخ الصورة السلبية عن المنتجات الصينية في السعودية".
وأضاف الأحمدي أن الشراء المباشر من الصين أصبح خياراً متاحاً حتى للأفراد، إذ يمكن لأي شخص أن يوفّر نصف تكاليف التشطيبات تقريباً مع جودة أعلى وتنوع كبير في الخيارات، مشيراً إلى أن مكاتب الشحن في الصين تسهّل العملية بشكل كبير، حيث تقوم بتجميع البضائع وفحصها وشحنها مقابل 5% فقط من قيمة المشتريات.
وأوضح أن هناك ثقافة شراء خاطئة لدى بعض العملاء السعوديين، قائلاً: "كثير من العملاء يربطون السعر المرتفع بالجودة العالية، وهذا خطأ. الموردون استغلوا هذه الفكرة فرفعوا الأسعار، كما أن سرعة الشراء وعدم المقارنة بين المنتجات أحد أسباب جشع التجار".
وفيما يتعلق بتوقعاته للمستقبل، قال الأحمدي إن المد الصيني في سوق التشطيبات قادم بقوة، موضحاً أن الشركات الصينية بدأت تتحول من التوريد إلى التصنيع والاستثمار المباشر داخل السعودية.
وأكد أن هذا التوجه سينعكس بانخفاض تدريجي في الأسعار المحلية خلال السنوات المقبلة، خاصة بعد أن بدأت بعض الشركات المحلية تخفض أسعارها بنسبة تصل إلى 40% لمجاراة المنافسة مع السوق الصينية.
وختم الأحمدي حديثه بدعوة الشباب السعودي إلى دخول مجال التوريد والتجارة قائلاً: "الصين مليئة بالفرص لمن يغامر ويبدأ، ومجرد زيارة الصين تفتح أمامك آفاقاً جديدة في عالم الأعمال. كثير من السعوديين الذين بدأوا من السفر للتوريد تحولوا لاحقاً إلى وكلاء وموردين ناجحين داخل المملكة."
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض