الدولار يستقر مع توازن المستثمرين بين سياسة الاحتياطي الفيدرالي ومخاوف الاقتصاد الأمريكي

يُتوقع أن يختتم الدولار الأمريكي الأسبوع دون تغيير يذكر اليوم الجمعة، مع سعي المستثمرين إلى موازنة التوجه المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مقابل المخاوف المستمرة بشأن الاقتصاد الأمريكي.

كان المستثمرون يقيمون تداعيات البيانات التي دقت ناقوس الخطر بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية، فقد انخفضت الصادرات الصينية بشكل غير متوقع في أكتوبر، مسجلة أكبر انخفاض لها منذ فبراير، بعد أشهر من تعبئة الطلبيات الأميركية مقدما لتجنب التعريفات الجمركية.

الدولار الأمريكي

بدأ الدولار الأمريكي سلسلة مكاسب استمرت خمسة أيام الأسبوع الماضي بعد أن أقر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بالطبيعة الخطرة لمزيد من التحركات التيسيرية، لكنه انخفض بشكل حاد يوم الخميس بسبب بيانات العمالة الضعيفة.

واستقرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية اليوم، بعد أن هبطت في اليوم السابق بسبب عدم اليقين الاقتصادي الناجم عن إغلاق الحكومة المطول في واشنطن والتساؤلات حول قانونية الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب.

وارتفع اليورو 0.1 بالمئة مقابل الدولار إلى 1.1559 دولار، متفوقا على العملات الأوروبية الأخرى مثل الجنيه الإسترليني والفرنك السويسري، ويستمد اليورو الدعم من توقعات باستمرار استقرار أسعار الفائدة، في حين من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر في عام 2026.

وتشير البيانات الصينية إلى أن بكين ربما واجهت صعوبة في تنويع صادراتها بعيدًا عن الولايات المتحدة، وهو الاتجاه الذي قد يثير المخاوف من تصاعد الضغوط الصينية على الأسواق الأوروبية.

اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر

قال موهيت كومار، الخبير الاقتصادي في جيفريز: "مع كون اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، أشبه بقرعة عملة تعتمد بشكل حاسم على صورة سوق العمل، فإن السوق تبالغ في رد فعلها تجاه أي تلميحات بشأن سوق العمل الأمريكي".

وأشار إلى نقص البيانات الاقتصادية مع استمرار إغلاق الحكومة، مضيفًا: "نرى أن تعليقات باول خلال الاجتماع الأخير للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية تشير إلى أن احتمال خفض أسعار الفائدة في ديسمبر مرتفع".

مع تأجيل إصدار تقرير الرواتب غير الزراعية الشهري بسبب الإغلاق الحكومي، لجأ المتداولون إلى بيانات القطاع الخاص التي أظهرت فقدان الاقتصاد وظائف في أكتوبر في قطاعي الحكومة والتجزئة، كما أدى خفض التكاليف واعتماد الذكاء الاصطناعي إلى زيادة كبيرة في تسريح العمال.

الإغلاق الحكومي الأمريكي

توقع بنك باركليز، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن هناك احتمالات بنسبة 60% أن ينتهي إغلاق الحكومة الأمريكية - الأطول في تاريخ الولايات المتحدة - في الفترة ما بين 11 و21 نوفمبر، في حين حدد احتمالات بنسبة 15% أن يمتد إلى ديسمبر.

واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية، عند 99.67، وكان في طريقه إلى انخفاض أسبوعي بنسبة 0.05%، وقد استعاد بعض قوته، لكنه ظل ضمن نطاق التداول الذي ظل فيه منذ أغسطس.

وقال محللون إن الإقبال على أصول الملاذ الآمن في وقت سابق من هذا الأسبوع دعم الدولار الأميركي، الذي استعاد بعض جاذبيته كملاذ آمن، حتى مع ظهور الين الياباني باعتباره اللعب الدفاعي المفضل في السوق.

كانت أسواق الأسهم التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا تتجه نحو أكبر انخفاض أسبوعي لها في سبعة أشهر، مما يزيد من قلق السوق.

وارتفع الدولار 0.05% مقابل الين إلى 153.14 ين، بعد أن سجل 152.82 في وقت سابق من الجلسة، وهو أدنى مستوى له منذ 30 أكتوبر، ولن تساعد توقعات أسعار الفائدة كثيرا حيث يتوقع المستثمرون أن يأخذ بنك اليابان بعض الوقت قبل رفع أسعار الفائدة مرة أخرى.

وقال مارك داودينج، مدير الاستثمار في شركة آر بي سي بلوباي لإدارة الأصول: "إذا لم يتخذ بنك اليابان أي إجراء في يناير، فقد لا يكون هناك أي رفع محتمل لأسعار الفائدة حتى السنة المالية الجديدة، وبالتالي قد تظل أسعار الفائدة عالقة عند 0.5% حتى مايو المقبل، حتى مع بقاء التضخم عند 3%، وهو المعدل المتوسط لأكثر من ثلاث سنوات الآن".