خسائر 20% تعكس أداء السوق الهابط.. "بتكوين" تتراجع دون 100 ألف دولار لأول مرة منذ يونيو


الجريدة العقارية الاربعاء 05 نوفمبر 2025 | 05:16 صباحاً
خسائر 20% تعكس أداء السوق الهابط.. "بتكوين" تتراجع دون 100 ألف دولار لأول مرة منذ يونيو
خسائر 20% تعكس أداء السوق الهابط.. "بتكوين" تتراجع دون 100 ألف دولار لأول مرة منذ يونيو
وكالات

شهدت عملة "بتكوين"، العملة المشفرة الأكبر عالمياً، تراجعاً حاداً محت به جميع المكاسب التي حققتها خلال فصل الصيف، متخلية عن حالة الحماس التي رافقت موجة الطلب المؤسسي والإقبال في "وول ستريت".

هبطت العملة بنسبة وصلت إلى 7.4% لتسجل 96,794 دولاراً في تداولات نيويورك يوم الثلاثاء، وهو أول تراجع لها دون حاجز الـ 100 ألف دولار منذ شهر يونيو الماضي.

ويمثل هذا الهبوط انخفاضاً يتجاوز 20% عن أعلى مستوى قياسي بلغته قبل شهر واحد، مما يعكس أداءً مشابهاً لدخول الأسهم في سوق هابطة. كما انخفضت عملة "إيثر" بنسبة 15%.

وشهدت العديد من العملات البديلة تراجعات مماثلة، لتصل خسائر بعضها إلى أكثر من %50% منذ بداية العام، نتيجة ضعف السيولة وصعوبة التداول.

الصدمة النفسية لتصفية أكتوبر وتراجع الاهتمام المؤسسي

يُعزى هذا الانتكاس بشكل كبير إلى نقطة التحول التي حدثت في أكتوبر، عندما أدت موجة تصفيات قاسية إلى محو مليارات الدولارات من المراكز الصعودية (Long Positions).

ومنذ ذلك الحين، بقي المتعاملون الرئيسيون على الهامش، حيث لا تزال الاهتمامات المفتوحة في عقود "بتكوين" الآجلة أدنى بكثير من المستويات التي سبقت الانهيار.

ورغم تحسن تكاليف التمويل، فإن القليل من المستثمرين مستعدون للمخاطرة والعودة بقوة إلى السوق.

وفي هذا الصدد، أشار كريس نيوهاوس، مدير الأبحاث في شركة "إيرغونيا"، إلى أن تراجع "بتكوين" إلى أدنى مستوياتها منذ يونيو يعكس "هيكلاً سوقياً لا يزال يعاني من الإرهاق النفسي" الناتج عن موجة التصفية الهائلة في أكتوبر، والتي أثرت جذرياً على طريقة تفاعل المشاركين مع الاتجاه الهبوطي السائد.

انخفاض الزخم والمقارنة مع الأسهم

النتيجة النهائية لهذا الأداء هي أن "بتكوين" ارتفعت أقل من 10% فقط منذ بداية العام، متخلفة بذلك عن أداء الأسهم، وفشلت مجدداً في ترسيخ دورها كأداة تحوّط فعالة في المحافظ الاستثمارية.

ضعف قناعة البيع

وُصفت الموجة الحالية بأنها عملية بيع "منخفضة القناعة"، حيث بلغت عمليات التصفية الإجمالية نحو مليار دولار فقط يوم الثلاثاء، وهو رقم أدنى بكثير من الرقم القياسي البالغ 19 مليار دولار الذي تمّت تصفيته في 10 أكتوبر.

قام متداولو الخيارات ببناء مراكز تحوط واسعة النطاق ضد مزيد من التراجع، حيث شهدت عقود البيع التي تنتهي في أواخر نوفمبر، عند سعر تنفيذ يبلغ 80 ألف دولار، أعلى طلب، وفقاً لبيانات بورصة "ديربيت".

التزامن مع هبوط أسهم التكنولوجيا وضغوط الصناديق

يتزامن هبوط "بتكوين" هذا الأسبوع مع انعكاس مسار أسهم التكنولوجيا عالية الأداء، حيث تراجعت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي مثل "بالانتير" و"إنفيديا" وسط شكوك جديدة حول تضخم التقييمات السوقية.

ولطالما نُظر إلى "بتكوين" كمؤشر للزخم المضاربي، وهي الآن تعود للتحرك بالتوازي مع معنويات سوق الأسهم الأوسع.

كما تواجه العملات المشفرة رياحاً معاكسة إضافية، تشمل استثمارات خارجة من صناديق المؤشرات المتداولة ETFs ومخاوف من عمليات بيع محتملة من قبل شركات إدارة الأصول الرقمية.

وسجلت صناديق "بتكوين" و"إيثر" الفورية استثمارات خارجة خلال الشهر الماضي، مما يشير إلى فتور الطلب الاستثماري بعد موجة قوية في وقت سابق من العام.

ومع أن الاتجاه العام على المدى الطويل لا يزال هابطاً بوضوح، إلا أن قسوة تصفيات أكتوبر منعت المتداولين من الاحتفاظ بمراكز بيع طويلة الأجل، مما أدى إلى هيمنة التداولات قصيرة الأجل القائمة على الزخم، بدلاً من التركيز على التداول حسب الاتجاه العام للسوق.

واستعادت العملة بعض خسائرها في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الأربعاء، مرتفعة بنسبة 1.6% لتتداول عند 101,130 دولاراً.