وسيم السيسي يرد على مزاعم اليهود ببناء الأهرامات (فيديو)


الجريدة العقارية الاحد 02 نوفمبر 2025 | 08:30 مساءً
الدكتور وسيم السيسي
الدكتور وسيم السيسي
محمد فهمي

 تحدث عالم المصريات الدكتور وسيم السيسي عن الروابط العميقة بين الحضارة المصرية القديمة والنجاحات الحديثة لمصر، مسلطاً الضوء على افتتاح المتحف المصري الكبير وأهميته للمصريين والعالم.

وخلال لقاء مع الإعلامي عزة مصطفى ببرنامج "الساعة 6" على قناة الحياة، أشار الدكتور وسيم السيسي إلى العلاقة الوثيقة بين ما حدث خلال الاحتفالية الأخيرة وبين تاريخ مصر العريق، قائلاً إن حبه لأجداده من قدماء المصريين كافأه بطريقة رمزية من خلال تزامن الاحتفال العالمي والمحلي مع عيد ميلاده في 1 نوفمبر، رغم أنه لم يُدعَ شخصياً لحضور الحفل.

وتطرق إلى الجدل المثار مؤخراً حول الادعاءات بأن الأهرامات صناعة يهودية، مؤكداً أن مثل هذه الادعاءات غير صحيحة ومجرد جهل تاريخي. وأوضح أن الأهرامات بُنيت 2800 قبل الميلاد، أي قبل ظهور النبي إبراهيم بـ1100 سنة، مشيراً إلى أن علماء مثل مستر بيجن وأيضاً زاهي حواس أكدوا أن بناء الأهرامات كان من صنع المصريين القدماء، وأن اليهود مجرد قبائل كانت موجودة في وقت لاحق.

وأشار د. وسيم إلى أهمية الرياضيات والهندسة في بناء الأهرامات، مستشهداً بأعمال جون تيلور حول النسبة التقريبية للباي، والتي كانت معروفة لدى المصريين القدماء قبل آلاف السنين، مضيفاً أن فهم الإنجازات المصرية يعكس عمق حضارتها وعلمها المتقدم، وهو ما لا يمكن تجاوزه بسهولة حتى من قبل علماء مثل أينشتاين وأوبنهايمر وماكس بلانك وكبلر.

كما تحدث عن عقدة الحضارات الأخرى تجاه الحضارة المصرية القديمة، مستشهداً بمقولة سيجموند فرويد في كتابه "موسى والتوحيد" التي تشير إلى أن الحقد اليهودي يعود إلى إعجابهم العميق بالحضارة المصرية.

وعن المتحف المصري الكبير، أوضح د. وسيم أن أهميته لا تكمن فقط في كونه مستودعاً للقطع الأثرية، بل في كونه توثيقاً زمنياً وتاريخياً للحضارة المصرية، مع 100 ألف قطعة مرتبة ترتيباً كرونولوجياً من ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني-الروماني. وأكد أن المتحف ليس فقط هدية للمصريين بل للعالم أجمع، حيث يتيح فهم التاريخ المصري العظيم من خلال التماثيل والبرديات والجداريات.

وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان له دور كبير في إنجاز المشاريع الثقافية الكبرى مثل المتحف المصري الكبير، طريق الكباش، العاصمة الإدارية، دار الأوبرا ومراكز الفنون والإبداع، مشيراً إلى أن هذه المشاريع تظهر بعد نظر استراتيجي وفهم عميق للتاريخ المصري وأهميته للمستقبل.

وتناول د. وسيم نقطة مهمة حول قراءة التاريخ، موضحاً أن التاريخ ليس مجرد دراسة الماضي، بل هو علم المستقبل، يمكن من خلاله الاستفادة من تجارب الماضي لتجنب الأخطاء، وتخطيط المستقبل بوعي. وأشار إلى دروس من الهكسوس وغزوات التاريخ المصري التي تعلمنا الصبر، والقوة، والقدرة على مواجهة التحديات الكبرى.

في معرض حديثه عن مفهوم الحضارة، أكد أن هناك حضارة واحدة، وهي الحضارة المصرية، وأن باقي الحضارات العالمية انبثقت عنها، مستشهداً بدراسة الدكتور حسام عكوم التي تشير إلى أن الحضارة الصينية، على سبيل المثال، مستمدة جزئياً من الحضارة المصرية القديمة، حيث 25% من الحروف الأبجدية الصينية مأخوذة من الهيروغليفية.

وفي ختام اللقاء، شدد د. وسيم السيسي على أهمية التعليم والثقافة والمعرفة التاريخية لكل مواطن، قائلاً: "إذا نسيت تاريخك فقد تفقد مستقبلك، والتاريخ يعلمنا كيفية بناء حاضر قوي ومستقبل آمن."

وأكد أن الاحتفال بالمتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو رسالة للعالم بأن مصر حضارتها عظيمة وقوتها الناعمة مستمرة، وأن المصريين يجب أن يعرفوا تاريخهم جيداً ليستمدوا منه القوة والفخر والوعي بمستقبل بلادهم.

المقابلة كانت فرصة للتأكيد على أن مصر اليوم، من خلال مشاريعها الثقافية والحضارية، تعيد رسم مكانتها على الخريطة العالمية، محافظة على إرثها العظيم، ومعلّمة الأجيال القادمة معنى الهوية والفخر الوطني.