الولايات المتحدة تمدد تعليق الرسوم الجمركية على الصين حتى نوفمبر 2026

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم السبت، عن تمديد تعليق فرض رسوم جمركية إضافية على الصين لمدة عام، حتى 10 نوفمبر 2026، وذلك في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية، يوم الخميس الماضي، والذي شهد انفراجة ملحوظة في العلاقات التجارية بين البلدين.

وأوضح البيت الأبيض في بيان رسمي بعنوان «إعادة التوازن في التجارة مع الصين»، أن بكين ستتخذ سلسلة من الخطوات الاقتصادية المهمة، من بينها وقف التحقيقات ضد الشركات الأمريكية العاملة داخل أراضيها، وشراء 12 مليون طن من فول الصويا الأمريكي قبل نهاية العام الجاري، على أن ترتفع الكمية إلى 25 مليون طن متري سنويًا خلال السنوات الثلاث المقبلة. كما أشار البيان إلى أن الصين ستعيد إصدار تراخيص تصدير المعادن النادرة وتوقف الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها في مارس الماضي.

من جانبها، ستوقف واشنطن الإجراءات العقابية على قطاع بناء السفن في الصين لمدة عام، كما ستقوم بتخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على بعض الواردات المرتبطة بالفنتانيل بنسبة 10%، في خطوة تهدف إلى تخفيف حدة التوترات الاقتصادية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.

وفي المقابل، أعلنت الحكومة الصينية أنها ستمدد الإعفاء من الرسوم الجمركية حتى نهاية عام 2026، وستنهي التحقيقات المتعلقة بعدد من الشركات الأمريكية العاملة في مجال الرقائق الإلكترونية، مع تأكيدها على ضمان استئناف شحنات الرقائق من شركة "نيكسبيريا" إلى الأسواق الأمريكية.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصة "تروث سوشال" إن اجتماعه مع الرئيس الصيني كان "رائعًا لكلا البلدين"، مؤكدًا أن اللقاء سيسهم في ترسيخ السلام والازدهار المشترك، مضيفًا: "بارك الله الصين والولايات المتحدة الأمريكية".

انحسار التوتر بين واشنطن وبكين

جاء هذا التطور بعد أول لقاء مباشر بين الرئيسين منذ تولي ترامب ولايته الثانية في يناير الماضي، والذي استمر نحو 100 دقيقة، وشكّل محطة رئيسية في تخفيف التوترات الاقتصادية والتجارية بين واشنطن وبكين.

وخلال اللقاء، اتفق الطرفان على مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى إعادة الثقة بين البلدين، خاصة في ما يتعلق بالتعريفات الجمركية وقيود التصدير. كما أشار الجانبان إلى أن المحادثات الأخيرة التي استضافتها العاصمة الماليزية كوالالمبور الأسبوع الماضي، أسهمت في الوصول إلى تفاهمات اقتصادية شاملة تمهد لمرحلة جديدة من التعاون التجاري.

اتفاق متبادل لخفض الرسوم والقيود

وأكد بيان وزارة التجارة الصينية أن الولايات المتحدة ستلغي ما يُعرف بـ"تعريفات الفنتانيل" البالغة 10%، مع تمديد تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة بنسبة 24% على السلع الصينية لمدة عام إضافي، تشمل السلع القادمة من منطقتي هونج كونج وماكاو الإداريتين الخاصتين. وفي المقابل، ستقوم الصين بتطبيق إجراءات مماثلة فيما يتعلق بالرسوم الأمريكية، إلى جانب تمديد بعض الإعفاءات الجمركية المتبادلة.

رؤية مشتركة للنهضة والازدهار

وخلال القمة الثنائية، شدّد الرئيس الصيني شي جين بينج على أن نهضة الصين تتكامل مع رؤية الرئيس ترامب لإعادة العظمة إلى أمريكا (MAGA)، مؤكداً أن الدولتين قادرتان على التعاون لتحقيق النجاح والازدهار المشترك في ظل عالم اقتصادي أكثر استقرارًا وتوازنًا.

ويُعد هذا التفاهم التجاري الجديد بين واشنطن وبكين خطوة بارزة نحو تخفيف حدة الحرب التجارية الممتدة بين البلدين منذ أعوام، كما يعزز من فرص استقرار الأسواق العالمية التي تترقب آثار هذه الاتفاقات على حركة التجارة الدولية وسلاسل التوريد التكنولوجية.