فضيحة احتيال بـ500 مليون دولار تهز “بلاك روك”.. تورط رئيس تنفيذي هندي في أكبر عملية نصب استثماري

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقريرها الصادر الخميس عن تورط رجل أعمال من أصول هندية يُدعى بانكيم برهمبهات، في عملية احتيال مالي ضخمة استهدفت ذراع الاستثمار الائتماني الخاص بشركة بلاك روك ومؤسسات مالية أخرى، بلغت قيمتها نحو 500 مليون دولار أمريكي.

وأوضحت الصحيفة أن شركة HPS Partners، الذراع الاستثماري لبلاك روك، تسعى حاليًا لاسترداد أموالها بعدما وقعت ضحية ما وصفته بـ«احتيال مذهل»، في واحدة من أكبر قضايا الاحتيال المالي التي شهدها القطاع الاستثماري الأمريكي مؤخرًا.

قروض بضمانات وهمية وأموال محولة للخارج

تشير الدعوى القضائية، التي رفعت في أغسطس الماضي، إلى أن بانكيم برهمبهات، مالك شركتي برودباند تليكوم وبريدج فويس الأمريكيتين، قام بتزوير الحسابات المدينة التي استخدمها كضمان للحصول على قروض بمئات الملايين من الدولارات.

وبحسب ما ورد في أوراق القضية، قدمت HPS للاستثمار قروضًا لشركات برهمبهات مقابل التزام هذه الشركات بتقديم أموال مستحقة من عملائها كضمان. لكن عند مراجعة الحسابات، تبين أن تلك المبالغ قد تم تحويلها إلى حسابات خارجية في الهند وجمهورية موريشيوس، وهو ما كشف حجم التلاعب في المستندات المالية.

تورط مؤسسات مصرفية ودور بنك بي إن بي باريبا

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن بنك بي إن بي باريبا الفرنسي ساهم في تمويل القروض المقدمة لشركات برهمبهات عبر HPS، حيث بدأت عمليات الإقراض منذ سبتمبر 2020 لشركات مرتبطة بقطاع الاتصالات يمتلكها برهمبهات.

ومنذ رفع الدعوى القضائية، تقدمت عدة شركات تابعة له، من بينها كاريوكس كابيتال المتخصصة في تمويل الفواتير بنيويورك، بطلب حماية من الإفلاس بموجب الفصل 11 من القانون الأمريكي، ما يعكس حجم الانهيار المالي الذي خلفته هذه الفضيحة.

فواتير مزورة وعقود خادعة

أكد المقرضون في تصريحاتهم أن برهمبهات لجأ إلى تزوير فواتير وعقود ورسائل إلكترونية على مدار عامين لإيهام المقرضين بأن أمواله مستحقة من شركات اتصالات كبرى، مشيرين إلى أنه أنشأ ميزانية عمومية لأصول «موجودة فقط على الورق».

وتشير الوثائق إلى أن حجم الاستثمارات الائتمانية لشركاء HPS ارتفع من 385 مليون دولار في مطلع عام 2021 إلى نحو 430 مليون دولار في أغسطس 2024، بينما تم تمويل نحو نصف القروض المقدمة لشركات كاريوكس والكيانات التابعة لها عبر بنك بي إن بي باريبا.

رسائل بريد إلكتروني مثيرة للشك

بدأت خيوط الفضيحة تتكشف في يوليو الماضي عندما لاحظ أحد موظفي HPS للاستثمار أن بعض عناوين البريد الإلكتروني الصادرة من عملاء كاريوكس تحتوي على مخالفات في التنسيق، ما أثار الشبهات حول وجود تلاعب في البيانات.

وبعد تحقيق داخلي، حاول مسؤولو الشركة التواصل مع برهمبهات الذي أنكر في البداية وجود أي مخالفات، قبل أن يتوقف لاحقًا عن الرد تمامًا على الاتصالات.

هروب غامض ومكاتب مهجورة

وأفاد التقرير بأن أحد موظفي HPS زار مكاتب برهمبهات في غاردن سيتي – نيويورك في يوليو الماضي، ليكتشف أنها مغلقة. وبعد أيام، تبين أن المكتب والمقر السكني مهجوران بالكامل، رغم وجود سيارات فارهة من طراز بي إم دبليو، بورشه، تسلا، وأودي متروكة في الخارج، إلى جانب طرود بريدية لم تُفتح.

وتشير التقديرات إلى أن برهمبهات فرّ إلى الهند، حيث يُعتقد أنه يختبئ حاليًا بعيدًا عن السلطات الأمريكية.

من رجل أعمال ناجح إلى متهم بالاحتيال

يُذكر أن بانكيم برهمبهات هو مؤسس مجموعة بانكاي، ويملك خبرة تتجاوز 30 عامًا في قطاع الاتصالات، إذ تقدم شركاته خدمات البنية التحتية والاتصالات لشركات أخرى.

لكن المفارقة أن حسابه على موقع لينكدإن اختفى مؤخرًا، بحسب ما أكدته صحيفة Mint التي حاولت التواصل معه دون جدوى.