أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الثلاثاء، أنه أصدر أوامر فورية بتنفيذ ضربات قوية في قطاع غزة، ردًا على ما قال مسؤولون إسرائيليون إنه هجوم شنته حركة حماس على قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوبي القطاع.
وقال نتنياهو، عقب اجتماع أمني طارئ مع قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي: "أمرتُ بضربات قوية في قطاع غزة على الفور، ولن نسمح بمرور أي هجوم على قواتنا دون رد حاسم"، وفقًا لموقع أكسيوس.
ويأتي القرار في وقت تشهد فيه الأوضاع في المنطقة توترًا متصاعدًا بعد شهور فقط من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والذي عقد في شرم الشيخ بحضور الرئيس الأمريكي دونالد.
ويُعد هذا الاتفاق أكبر إنجاز دبلوماسي لترامب خلال ولايته، لكنه بات الآن على حافة الانهيار، بعد تجدد المواجهات بين جيش الاحتلال وحركة حماس في مدينة رفح، حيث تزعم إسرائيل إن مسلحين من الحركة أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات ونيران قناصة على قواتها المتمركزة هناك.
ووفق بيان لجيش الاحتلال، اندلع تبادل كثيف لإطلاق النار بين الجانبين في المنطقة، تخللته غارات جوية نفذها سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع تزعم إسرائيل أنها تابعة لحماس.
وزعم البيان أن عناصر من حماس ما زالوا ينشطون عبر شبكة أنفاق في رفح، رغم سيطرة جيش الدفاع الإسرائيلي على معظم أجزاء المدينة.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام، تأجيل تسليم جثمان رهينة متوفى كانت الحركة قد وافقت على إعادته في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى أن أي تصعيد صهيوني سيُعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثث، مما سيؤدي إلى تأخير استعادة الاحتلال لجثث قتلاه.
وكان نتنياهو قد عقد سلسلة اجتماعات أمنية مع كبار القادة العسكريين الإسرائيليين، لمناقشة انتهاكات حماس لاتفاق وقف إطلاق النار، خاصة فيما يتعلق بإعادة جثامين الرهائن الإسرائيليين الذين قضوا خلال الحرب الأخيرة.
وأكدت مصادر إسرائيلية لصحيفة "أكسيوس" أن نتنياهو كان يسعى للتواصل مع الرئيس ترامب – الذي يقوم بجولة في شرق آسيا – للحصول على الضوء الأخضر لتنفيذ رد عسكري ضد غزة، لكن الأحداث المتسارعة في رفح دفعته إلى التحرك دون انتظار التنسيق مع واشنطن.
وقالت مصادر دبلوماسية في واشنطن، إن إدارة ترامب كانت تعمل خلال الأسابيع الماضية على تثبيت وقف إطلاق النار، وضغطت على الطرفين لتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى انهياره، حيث أرسلت عددًا من كبار مسؤوليها إلى إسرائيل وأنشأت مركز قيادة في تل أبيب لمتابعة تنفيذ الاتفاق ومراقبة الأوضاع على الأرض.
وسلمت حماس، يوم الإثنين، جثمان رهينة إسرائيلي واحد، لكن إسرائيل أعلنت لاحقًا أن الحركة أعادت أجزاء من جثمان سبق لإسرائيل أن استعادته قبل أكثر من عام، واصفة ما حدث بأنه خداع وانتهاك لاتفاق السلام.
وبث جيش الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو التُقط بطائرة مسيرة مدته 15 دقيقة، قال إنه يُظهر عناصر من حماس يتظاهرون بإجراء عمليات حفر وانتشال جثامين رهائن، حيث ظهر في الفيديو عدد من الأشخاص يلقون كيسًا أسود في حفرة ويغطونه بالركام قبل أن يعودوا مع مسؤولين من الصليب الأحمر الدولي "لإيهامهم بأنها عملية انتشال حقيقية".
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الفيديو يوضح أن حماس تنتهك الاتفاق وتسخر من إسرائيل والإدارة الأمريكية.
ووفق مصادر إسرائيلية، فقد تم إرسال الفيديو إلى البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية صباح الثلاثاء، باعتباره دليلًا على خرق حماس للاتفاق.
وقال مسؤول أمريكي إن إدارة ترامب لا تعتبر هذه الأدلة انتهاكًا جوهريًا.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض