أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في الولايات المتحدة لشهر سبتمبر 2025 تفاوتاً واضحاً بين السلع والخدمات، إذ شهدت بعض الفئات ارتفاعات قياسية في الأسعار، بينما سجلت أخرى تراجعاً طفيفاً أو استقراراً نسبياً، وسط تحديات اقتصادية وتشغيلية أثرت على دقة جمع البيانات.
وأوضح التقرير أن التقلبات الشهرية في الأسعار تفاقمت نتيجة تخفيضات الميزانية الفيدرالية ونقص موظفي مكتب إحصاءات العمل الأمريكي (BLS)، ما أثر على نطاق جمع وتحليل البيانات الاقتصادية.
القطاع الغذائي: ارتفاع معتدل في سبتمبر بعد قفزة أغسطس
ارتفعت أسعار المواد الغذائية في أغسطس بنسبة 0.6%، وهو أعلى معدل منذ نحو ثلاث سنوات، قبل أن يتباطأ الارتفاع في سبتمبر إلى 0.3%.
وعلى أساس سنوي، ظلت الأسعار الغذائية أقل من معدل التضخم العام البالغ 2.7%، في إشارة إلى بعض الانفراج النسبي في الضغوط السعرية.
وأشار التقرير إلى أن أسعار البيض انخفضت مع حل أزمة إنفلونزا الطيور، بينما ساعدت وفرة الحليب والزبدة والزيوت الغذائية في الحد من زيادات إضافية.
اللحوم والحلويات تسجلان أكبر ارتفاع منذ سنوات
شهدت فئة اللحوم الحمراء ارتفاعات غير مسبوقة؛ حيث قفز سعر روست اللحم البقري النيء بنسبة 4.8% في سبتمبر، وهي أكبر زيادة منذ أربع سنوات.
كما ارتفع مؤشر لحوم الأبقار والعجول بنسبة 1.2% شهرياً و14.7% سنوياً، ما يعكس ضغوط التكلفة الناتجة عن نقص العمالة وارتفاع تكاليف النقل.
في المقابل، حققت اللحوم الجاهزة للسندويشات زيادة 4.2%، وهي الأعلى على الإطلاق لهذه الفئة منذ بدء رصدها.
أما قطاع المخبوزات والحلويات فقد شهد ارتفاعاً ملحوظاً؛ إذ زادت أسعار الكعك والدونات والكوفي كيك بنسبة 5.7%، وهو أعلى معدل شهري منذ أكثر من 26 عاماً، متأثراً بارتفاع أسعار المكونات وتغيرات الطلب ما بعد الجائحة.
القهوة تتراجع شهرياً لكنها تسجل قفزة سنوية تاريخية
انخفض مؤشر القهوة بنسبة 0.1% في سبتمبر بعد سبعة أشهر متتالية من الارتفاع، لكن الأسعار ظلت أعلى على أساس سنوي بنحو 18.9%، بينما ارتفعت القهوة الفورية بنسبة 21.7%، وهو أعلى معدل منذ صيف 1995.
ويُرجَّح استمرار الضغوط مع تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة على واردات كولومبيا والبرازيل، ما قد يرفع الأسعار مجدداً في الأشهر المقبلة.
الرسوم الجمركية تضغط على التضخم العام وتزيد تباين الأسعار
سجّل التقرير ارتفاعاً عاماً في الأسعار بنسبة 7% في سبتمبر، وهي أعلى زيادة شهرية منذ ديسمبر 2005، وبلغت الزيادة السنوية 11.6%، مدفوعة بارتفاع تكاليف التشغيل ونقص العمالة.
كما ارتفعت أسعار تذاكر الفعاليات الرياضية بنسبة 3.7% عن أغسطس رغم انخفاضها السنوي بنسبة 6.9%، ما يعكس تباين القوة الشرائية بين فئات المستهلكين.
وفي المقابل، ارتفعت تذاكر السفر والترفيه بنسبة 2.7% شهرياً، لترتفع سنوياً بنسبة 3.2%.
وأكد التقرير أن الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها ترامب أثرت تدريجياً على التضخم، دون أن تسبب قفزات مفاجئة، لكنها عمّقت الفوارق بين القطاعات.
البقالة والساعات في مرمى التعريفات الجديدة
قطاع البقالة كان من أكثر القطاعات تأثراً، إذ ارتفعت أسعار الموز بنسبة 6.9% سنوياً، والفواكه والخضراوات المعلبة بنسبة 5%، والسكر والحلويات بنسبة 6.7%، وهي أسرع زيادة سنوية منذ سنوات.
أما أسعار الساعات، التي عادةً ما تشهد تقلبات حادة، فقد ارتفعت في أغسطس بنسبة 1.9%، ثم بنسبة 3.2% في سبتمبر، ليصل معدل الزيادة السنوي إلى 6.6%.
وجاء ذلك بعد أن فرضت واشنطن رسوماً جمركية بنسبة 39% على الواردات السويسرية، ما زاد الضغوط على الأسعار المحلية.
الأثاث والأجهزة المنزلية.. ارتفاع متواصل رغم تباطؤ المأوى
أشار التقرير إلى تباطؤ التضخم في خدمات المأوى – أكبر مكونات مؤشر الأسعار – لكنه أوضح أن السلع المنزلية ما زالت تشهد زيادات مستمرة.
فقد ارتفعت أسعار الأثاث المكتبي والرفوف بنسبة 1.9%، وهي الأعلى منذ عامين تقريباً، بينما سجلت زيادة سنوية بنحو 3 سنوات متواصلة.
كما ارتفعت أسعار الأجهزة المنزلية بنسبة 1.3% على أساس سنوي، بعد زيادة 0.8% في سبتمبر، في ظل توسيع ترامب نطاق الرسوم الجمركية لتشمل هذه الفئة.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض