ثورة علمية نحو طاقة بلا حدود.. الصين تبدأ بناء "شمسًا اصطناعية" لتوليد طاقة نظيفة غير محدودة (فيديو)


الجريدة العقارية السبت 25 أكتوبر 2025 | 12:51 مساءً
الصين تبدأ بناء "شمسًا اصطناعية" لتوليد طاقة نظيفة غير محدودة
الصين تبدأ بناء "شمسًا اصطناعية" لتوليد طاقة نظيفة غير محدودة
وكالات

كشفت الصين عن بدء بناء مفاعل اندماج نووي جديد يحمل اسم "الشمس الاصطناعية"، يهدف إلى إنتاج طاقة نظيفة وغير محدودة بحلول عام 2027، ما قد يمثل نقلة نوعية في مستقبل الطاقة على كوكب الأرض.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في منشور عبر منصة "إكس" إن المفاعل الجديد، الذي يُعرف باسم "المفاعل فائق التوصيل لتجارب البلازما المحترقة" (BEST)، يجري إنشاؤه في مدينة هيفي بمقاطعة آنهوي شرق الصين، مشيرةً إلى أنه قد يصبح أول مفاعل في التاريخ يتمكن من توليد الكهرباء من الاندماج النووي فعليًا.

كيف تعمل "الشمس الاصطناعية"؟

يرتكز المفاعل الجديد على مبدأ الاندماج النووي، وهي العملية ذاتها التي تمنح الشمس طاقتها، حيث تُدمج نوى ذرات الهيدروجين لتكوين الهيليوم، مما ينتج كميات هائلة من الطاقة النظيفة دون انبعاثات كربونية أو نفايات مشعة طويلة الأمد.

ويتم هذا داخل مفاعل يُعرف باسم توكاماك (Tokamak)، يُسخّن فيه البلازما إلى أكثر من 150 مليون درجة مئوية، أي أعلى من حرارة قلب الشمس بعدة مرات، ما يتيح للذرات الاندماج وتحرير الطاقة.

استمرار لتجارب سابقة ناجحة

يمثل مشروع BEST امتدادًا لجهود الصين المتسارعة في تطوير تكنولوجيا الاندماج النووي، بعد نجاحها في تشغيل مفاعل EAST عام 2021، الذي حقق رقمًا قياسيًا عالميًا بالحفاظ على البلازما عند 120 مليون درجة لمدة 101 ثانية.

ووفقًا للخبراء، تسعى بكين من خلال المفاعل الجديد إلى تحقيق اختراق عملي طال انتظاره في مجال توليد الكهرباء من الاندماج، وهو الحلم العلمي الذي تطاردُه القوى الكبرى منذ أكثر من نصف قرن دون تحقيق نتائج كاملة.

طاقة بلا انبعاثات ولا مخاطر نووية

يرى خبراء الطاقة أن نجاح الصين في إنتاج الكهرباء عبر الاندماج النووي سيحدث ثورة عالمية في قطاع الطاقة، إذ يمكن لمفاعل واحد فقط أن يزوّد ملايين المنازل بالكهرباء دون انبعاثات كربونية أو مخاطر الانصهار النووي المعروفة في المفاعلات التقليدية.

الصين تقترب من الحلم

تتوقع السلطات الصينية أن يكون مفاعل BEST جاهزًا للتشغيل بحلول عام 2027، ما يجعلها في مقدمة الدول الساعية لتحقيق أول "شمس اصطناعية" حقيقية على الأرض، لتفتح بذلك فصلًا جديدًا في السباق الدولي نحو طاقة نظيفة ومستدامة قد تغيّر وجه الحضارة الإنسانية.