النفط يقفز لأعلى مكاسب أسبوعية منذ يونيو بعد عقوبات أمريكية على شركات روسية

ارتفعت أسعار النفط العالمية، اليوم الجمعة، لتواصل مكاسبها التي سجلتها في الجلسة السابقة، وتتجه نحو تحقيق أول مكسب أسبوعي لها منذ أسابيع، مدفوعة بتصاعد المخاوف بشأن الإمدادات بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات على أكبر شركتين نفطيتين في روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

أسعار النفط العالمية

سجل خام برنت ارتفاعًا بنحو 0.76% ليصل إلى 66.49 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.49% مسجلًا 62.09 دولار للبرميل.

وقال فيل فلين، المحلل في مجموعة "برايس فيوتشرز"، إن العقوبات الأمريكية خلقت حالة من القلق في السوق، مضيفًا: "يبدو أنه لا توجد نهاية قريبة للأزمة".

وفي حين تراجعت أسعار النفط في الأسابيع الماضية بفعل توقعات بفائض في المعروض، فإن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أظهرت عدم وجود مؤشرات واضحة على ذلك، ما أعاد التركيز إلى احتمالات نقص الإمدادات.

وسجل الخامان القياسيان ارتفاعًا بأكثر من 5% يوم الخميس بعد الإعلان عن العقوبات، ويتجهان لتحقيق مكسب أسبوعي يقترب من 7%، وهو الأكبر منذ منتصف يونيو.

وشهدت السوق تحولًا في هيكل الأسعار، حيث عادت فروق عقود خام برنت وغرب تكساس لأجل ستة أشهر إلى الحالة الطبيعية (backwardation)، ما يعكس مخاوف التجار من نقص الإمدادات بدلاً من التخمة، ويحفز بيع النفط بأسعار أعلى في العقود القريبة.

تأثير العقوبات على الإمدادات العالمية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل"، اللتين تمثلان معًا أكثر من 5% من إنتاج النفط العالمي، في محاولة للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب، ودفعت هذه العقوبات شركات النفط الصينية الكبرى إلى تعليق مشترياتها من النفط الروسي مؤقتًا، فيما تستعد مصافي التكرير الهندية لتقليص وارداتها من الخام الروسي بشكل ملحوظ.

وفي المقابل، أكد وزير النفط الكويتي أن "أوبك" مستعدة لتعويض أي نقص في الإمدادات عبر زيادة الإنتاج، بينما قالت واشنطن إنها ستتخذ المزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر.

من جهته، قلل بوتين من تأثير العقوبات، واصفًا إياها بأنها غير ودية، لكنها لن تُحدث ضررًا كبيرًا بالاقتصاد الروسي.

مواقف دولية وترقب للقاء ترامب وشي

إلى جانب العقوبات الأمريكية، فرضت بريطانيا عقوبات على الشركتين الروسيتين، فيما وافق الاتحاد الأوروبي على حزمة العقوبات التاسعة عشرة على موسكو، والتي تضمنت حظرًا على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي.

كما يترقب المستثمرون لقاء مرتقبًا الأسبوع المقبل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، وسط آمال في تخفيف التوترات التجارية المستمرة بين البلدين، ما قد يؤثر بدوره على توقعات الطلب العالمي على النفط.