خبير: العقوبات الغربية على النفط الروسي «فشلت» في الحد من صادرات موسكو


الجريدة العقارية الجمعة 14 نوفمبر 2025 | 09:13 مساءً
النفط
النفط
محمد فهمي

شهدت أسواق النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار خلال الساعات الماضية، في ظل توتر جيوسياسي متصاعد عقب استهداف مسيّرات أوكرانية أحد أهم الموانئ الروسية على بحر البلطيق. 

وفي هذا السياق، قدّم الخبير النفطي الدكتور أنس الحجي، قراءة شاملة لأسباب هذا الارتفاع وتأثيراته المتوقعة على السوق العالمية.

وأوضح الحجي في مداخلة مع الشرق بلومبرج أن الهجوم الأوكراني أدى إلى توقف صادرات تقدر بنحو 2.2 مليون برميل يوميًا من الميناء الروسي المستهدف، وهو ما دفع الأسعار للصعود بشكل سريع، مؤكدًا أن التأثير «مرحلــي ومؤقت»، إذ إن المنشآت المتضررة عادة ما تتوقف احترازيًا لحماية العاملين قبل أن تعاود النشاط.

وأشار إلى أن العوامل الجيوسياسية الأخرى تواصل إضافة مخاطر إضافية للأسواق، مشيرًا إلى التوترات في فنزويلا ونيجيريا، إضافة إلى التطورات الأخيرة في الخليج بعد احتجاز الحرس الثوري الإيراني ناقلة محملة بمنتجات نفطية كانت متجهة إلى سنغافورة.

وفي ملف العقوبات، أكد الحجي أن العقوبات الغربية على النفط الروسي "فشلت" في الحد من صادرات موسكو، لافتًا إلى أن الهند والصين تستمران في استيراد الخام الروسي بطرق مختلفة، سواء عبر إعادة تصنيف الشحنات أو عبر ناقلات وسيطة. وأوضح أن تراجع مشتريات الصين المباشر من روسيا يأتي بسبب تعقيدات تتعلق بالشركات الكبرى المتعاملة مع الأسواق الغربية وليس رضوخًا للعقوبات.

كما تطرق إلى الحديث المتداول حول اتجاه الشركات النفطية الأميركية لزيادة الإنتاج تحت تأثير إدارة ترامب، مؤكدًا أن هذه الرواية «مختلقة»، وأن التحول الحالي في الاستثمارات مرتبط بالتراجع عن الأهداف المناخية المكلفة، إضافة إلى الحاجة إلى استثمارات ضخمة لتلبية الطلب العالمي المتوقع حتى عام 2050.

وانتقد الحجي توقعات وكالة الطاقة الدولية، مؤكدًا أنها أثبتت خطأ تقديراتها بشأن الطلب العالمي على النفط على مدى 18 عامًا، وأن مراجعاتها المتكررة تجعل الاعتماد على توقعاتها أمرًا «غير دقيق».

واختتم الحجي تصريحه بالتأكيد على أن أسواق النفط ستظل عرضة للتقلبات قصيرة المدى بفعل العوامل الجيوسياسية، لكن الأساسيات الاقتصادية ما زالت تشير إلى طلب قوي ومستمر على النفط خلال السنوات المقبلة.