اتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كندا بمحاولة "التأثير بشكل غير قانوني" على المحكمة العليا الأمريكية، عبر بث إعلان تلفزيوني داخل الولايات المتحدة يتضمن تصريحات للرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان تنتقد الرسوم الجمركية.
إعلان كندي مثير للجدل
قال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال" إن كندا "غشت وتم ضبطها متلبسة"، موضحًا أن الإعلان الذي بثته الحكومة الكندية "زعم زورًا أن ريجان لم يكن يحب الرسوم الجمركية، بينما الحقيقة أنه كان يؤيدها بشدة لما تمثله من أهمية للأمن القومي الأمريكي".
ووصف ترامب القضية المنظورة أمام المحكمة العليا بشأن قانونية فرض الرسوم بأنها "واحدة من أهم القضايا في تاريخ الولايات المتحدة"، معتبرًا أن ما قامت به كندا "تدخل سافر في القضاء الأمريكي".
الغضب الأمريكي وإلغاء المفاوضات
وأشار ترامب إلى أن كندا "ظلت لسنوات طويلة تفرض رسومًا جمركية باهظة على المنتجات الزراعية الأمريكية وصلت إلى 400%، لكنها لن تتمكن بعد الآن من استغلال الولايات المتحدة"، مضيفًا أن "الرسوم الجمركية جعلت أمريكا دولة قوية وآمنة مجددًا".
وفي خطوة مفاجئة، أعلن ترامب مساء الخميس إلغاء جميع المفاوضات التجارية مع كندا، بعد انتشار الإعلان التلفزيوني المثير للجدل، مؤكدًا أن بلاده "لن تتسامح مع أي محاولة للتأثير على قرارات القضاء أو المساس بأمنها الاقتصادي".
إعلان ممول بـ75 مليون دولار
وكان رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو دوج فورد قد أعلن مطلع أكتوبر أن المقاطعة خصصت 75 مليون دولار لحملة إعلانية تُبث في الولايات المتحدة، تضمنت مقاطع مصوّرة لريجان أثناء حديثه عن التجارة الحرة في ثمانينيات القرن الماضي.
وردًا على ذلك، أوضحت مؤسسة رونالد ريجان الرئاسية أنها لم تمنح إذنًا باستخدام أو تعديل المواد الصوتية والمرئية الخاصة بالرئيس الراحل، معتبرة أن الإعلان "شوّه مضمون الخطاب الرئاسي" الصادر في عام 1987 بعنوان التجارة الحرة والعادلة.
وقالت المؤسسة إنها تراجع الخيارات القانونية المتاحة، ونشرت النسخة الكاملة من خطاب ريجان عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" لتوضيح السياق الحقيقي.
المحكمة العليا أمام اختبار حاسم
ومن المقرر أن تنظر المحكمة العليا الأمريكية في نوفمبر المقبل مدى قانونية فرض الرسوم الجمركية، بعد موافقتها في سبتمبر على دراسة الملف بشكل عاجل، في قضية قد تشكل سابقة قانونية مؤثرة على السياسة التجارية الأمريكية.
وكان ترامب قد رفع في أغسطس الماضي الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الكندية من 25% إلى 35%، مع إبقاء إعفاءات على مجموعة من السلع المشمولة باتفاق الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA).
علاقات تجارية مترابطة رغم التوتر
تعد كندا ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بعد المكسيك، وأكبر مستورد للصادرات الأمريكية. وتشير البيانات إلى أن قيمة السلع والخدمات المتبادلة بين البلدين تبلغ نحو 3.6 مليار دولار كندي يوميًا، بينما توفر كندا أكثر من 60% من واردات النفط الخام الأمريكية و85% من الكهرباء المستوردة.
ومع تصاعد الاتهامات وتجميد المفاوضات، يدخل البلدان مرحلة جديدة من التوتر الاقتصادي قد تنعكس على مستقبل العلاقات التجارية في أميركا الشمالية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض