شهدت أسواق النفط العالمية ارتفاعاً حاداً بنحو 5% لتسجل أعلى مستوياتها في أسبوعين، بعدما أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على شركتي “روس نفط” و“لوك أويل” الروسيتين، في خطوة وصفت بأنها من أكبر التحركات التصعيدية ضد قطاع الطاقة الروسي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وقالت مصادر في الأسواق إن شركات الطاقة في الصين والهند بدأت بالفعل في دراسة خفض وارداتها من الخام الروسي، خشية التعرض لتداعيات العقوبات الغربية، الأمر الذي دفع الأسعار للصعود القوي وسط مخاوف من نقص الإمدادات.
خام برنت يسجل 65.99 دولاراً وغرب تكساس عند 61.79 دولاراً
قفزت عقود خام برنت القياسي العالمي بمقدار 3.40 دولار أو ما يعادل 5.4%، لتستقر عند 65.99 دولاراً للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 3.29 دولار أو بنسبة 5.6%، ليغلق عند 61.79 دولاراً للبرميل، وهو أعلى إغلاق منذ 8 أكتوبر وأكبر زيادة يومية منذ منتصف يونيو الماضي.
كما ارتفعت عقود الديزل الأمريكية بنسبة قاربت 7%، لترفع هامش ربح التكرير إلى أعلى مستوى منذ فبراير 2024، ما يشير إلى ضغوط تصاعدية على أسعار الوقود في الأسواق العالمية.
خبير اقتصادي: العقوبات قد تقلب ميزان السوق إلى العجز
قال ديفيد أوكسيلي، كبير اقتصاديي المناخ والسلع في مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس"، إن العقوبات الأمريكية الجديدة تمثل تصعيداً كبيراً في استهداف قطاع الطاقة الروسي، مشيراً إلى أنها قد تدفع السوق العالمية إلى حالة من العجز في العام المقبل إذا استمرت القيود وتراجع المعروض الروسي بشكل حاد.
وأضاف أوكسيلي أن روسيا تُعد ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة، وهو ما يجعل أي اضطرابات في صادراتها ذات تأثير مباشر على التوازن العالمي بين العرض والطلب.
ردود دولية متباينة بين أوبك وروسيا والغرب
من جانبه، أكد وزير النفط الكويتي أن منظمة أوبك مستعدة لتعويض أي نقص في الإمدادات عبر مراجعة قرارات خفض الإنتاج الحالية، إذا اقتضت الحاجة ذلك، لضمان استقرار السوق.
في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن استبدال النفط الروسي في الأسواق العالمية سيستغرق وقتاً طويلاً، معتبراً أن العقوبات محاولة للضغط السياسي على موسكو.
في المقابل، أكدت واشنطن استعدادها لاتخاذ مزيد من الخطوات التصعيدية، داعية روسيا إلى الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا.
اتحاد أوروبي وبريطانيا يعززان العقوبات.. واستهداف شركات صينية
وتزامناً مع التحركات الأمريكية، فرضت بريطانيا عقوبات على شركتي “روس نفط” و“لوك أويل” الأسبوع الماضي، بينما أقر الاتحاد الأوروبي الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات، التي شملت حظر استيراد الغاز الطبيعي المسال الروسي.
كما أضاف الاتحاد إلى قائمة العقوبات شركتين صينيتين بطاقة تكرير إجمالية تبلغ 600 ألف برميل يومياً، إلى جانب شركة “تشاينا أويل هونغ كونغ” التابعة لـ"بتروتشاينا"، في مؤشر على توسّع نطاق العقوبات ليشمل شركاء موسكو التجاريين في آسيا.
الهند تدرس خفض الواردات الروسية امتثالاً للعقوبات الجديدة
وأفادت مصادر في القطاع النفطي بأن مصافي التكرير الهندية، التي أصبحت أكبر مستورد للنفط الروسي المخفض منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، تستعد لخفض وارداتها بشكل كبير التزاماً بالعقوبات الجديدة، في خطوة قد تمهد لاتفاق تجاري أوسع مع الولايات المتحدة.
وذكرت مصادر مطلعة أن شركة “ريلاينس إندستريز”، وهي أكبر مشترٍ هندي للنفط الروسي، تخطط لتقليص وارداتها أو وقفها بالكامل خلال الأسابيع المقبلة، في تحوّل استراتيجي يعكس تزايد الضغوط الدولية على سوق الطاقة الروسي.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض