الاستثمار في رأس المال البشري.. ماذا قال الرئيس السيسي في القمة المصرية الأوروبية الأولى؟


الجريدة العقارية الخميس 23 أكتوبر 2025 | 12:20 صباحاً
الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي
مصطفى عبدالله

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال القمة المصرية الأوروبية الأولى، التي انعقدت بمقر المجلس الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل.

وترأس الرئيس الوفد المصري الذي ضم كلاً من وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية.

وقد ترأس الجانب الأوروبي كل من السيد أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، والسيدة أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية.

كواليس القمة وتوقيع الاتفاقيات

صرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية كانا في استقبال الرئيس السيسي لدى وصوله.

وأعقب ذلك لقاء ثنائي بين الرئيس والمسؤولين الأوروبيين، حضره وزير الخارجية المصري، وتلاه توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة بين الجانبين.

تعزيز الشراكة الاستراتيجية ومحاور التعاون

أوضح المتحدث الرسمي أن القمة استُهلت بكلمتين ترحيبيتين من رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية، ثم ألقى الرئيس السيسي كلمته الافتتاحية التي أعرب فيها عن بالغ امتنانه لحفاوة الاستقبال.

وأكد فخامته أن هذه القمة تمثل تجسيداً للالتزام المشترك بتعزيز الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي. كما أعرب عن تطلعه لبحث سبل تعميق التعاون في مجالات محورية، تشمل: الاستثمار، والتنمية المستدامة، والطاقة، والأمن، والتعليم، والابتكار، والهجرة. 

وشدد فخامته على أن مصر تُعد شريكاً موثوقاً وعمقاً استراتيجياً للاتحاد الأوروبي، وتمتلك الإمكانات اللازمة لتكون شريكاً صناعياً وتكنولوجياً فاعلاً.

مواجهة التحديات الإقليمية والدولية

تطرق الرئيس في كلمته إلى التحديات العابرة للحدود، مثل الهجرة غير الشرعية، وتدهور الأوضاع الإنسانية، والإرهاب، والهجمات السيبرانية.

وأكد أن مصر تظل طرفاً مسؤولاً في مواجهة هذه التحديات، وتسعى دوماً لترسيخ السلام والاستقرار، مشيراً إلى استضافتها لقمة "شرم الشيخ للسلام" لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وجهودها المستمرة للوساطة في حل النزاعات الإقليمية.

تضمنت فعاليات القمة مناقشات مستفيضة حول عدد من القضايا الجيوسياسية، منها تطورات الأوضاع في قطاع غزة، والأزمات في ليبيا، والسودان، وسوريا، والقرن الأفريقي، والملف النووي الإيراني، والحرب في أوكرانيا، واليمن، والبحر الأحمر.

 أهمية تاريخية ومصالح مشتركة

وفي المؤتمر الصحفي الختامي للقمة، أعرب الرئيس السيسي عن خالص شكره وتقديره للجانب الأوروبي على حفاوة الاستقبال.

وأكد  أن القمة تكتسب أهمية خاصة لسببين رئيسيين:

كونها الأولى من نوعها التي يعقدها الاتحاد الأوروبي مع أحد شركائه من دول جنوب المتوسط أو الشرق الأوسط.

مجيئها في توقيت بالغ الأهمية والتعقيد إقليمياً ودولياً، مما يعكس الأولوية التي يمنحها الجانبان لترسيخ شراكتهما الاستراتيجية.

شدد الرئيس على أن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي ضاربة بجذورها في عمق التاريخ والجغرافيا، وتجمعها المصالح المشتركة.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأول لمصر والداعم الرئيسي لبرامج التنمية فيها، بينما تمثل مصر معبراً آمناً وجسراً حيوياً لأوروبا، وشريكاً جاداً يمكن الاعتماد عليه لاستقبال الاستثمارات والمساهمة في سلاسل الإنتاج الأوروبية.

واختتم الرئيس بالتأكيد على أن الاجتماعات أولت اهتماماً خاصاً بضرورة الارتقاء بمستوى التعاون في المجالين الاقتصادي والاستثماري، مع التركيز بصفة خاصة على الاستثمار في رأس المال البشري، واستشراف فرص ومجالات جديدة للتعاون المشترك.