احتشد العشرات من وزراء الحكومة الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء حول مقر محكمة إسرائيلية للمطالبة بإلغاء المحاكمة، مدفوعين بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العفو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقالت قناة "أخبار 12" إن "احتشاد الوزراء جاء بطلب شخصي من نتنياهو، الذي مثل صباح اليوم الأربعاء أمام المحكمة لمواصلة الإدلاء بشهادته في قضايا الفساد المدان فيها".
وطالب نتنياهو هيئة القضاة بـ"اختصار مدة شهادته لأسباب صحية".
وقال: "نصحني الطبيب ببضعة أيام من الراحة. أعاني من التهاب شعبي لا يزول. طلب الأطباء تقليل ساعات العمل، فقلت لهم إنني لا أستطيع. ماذا أفعل؟ هذا هو الوضع".
وأوضح تقرير القناة العبرية أنه رغم أن "شهادة نتنياهو أمام المحكمة لم تكن الأولى، إلا أن حزب (الليكود) تعامل معها كما لو كانت غير مسبوقة، فاستغل الوزراء دعوة الرئيس الأمريكي الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى منح نتنياهو عفوًا، للضغط عليه، ونظموا مسيرة دعم حاشدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي".
وخلال ساعات الليلة الماضية، طلب أنصار نتنياهو من الوزراء وأعضاء الكنيست من حزب "الليكود" الحضور لدعم رئيس الوزراء في شهادته أمام المحكمة. وأكدوا أن "هذا أمر بالغ الأهمية".
واندلعت صباح اليوم الأربعاء ضجة عارمة خارج المحكمة، تزامنت مع وصول وزيرة حماية البيئة، عيديت سيلمان، لدعم رئيس الوزراء نتنياهو في شهادته.
وعند بوابة المحكمة، أطلق معارضون لدعم نتنياهو صيحات استهجان، وهم يرتدون زي السجن البرتقالي، وفيما رفع أحدهم لافتة مكتوبا عليها "لا نهتم بسليمان"، هتف الباقون: "الخزي والعار".
وحضر وزير الاتصالات شلومو كرعي هو الآخر لدعم نتنياهو، فأثار غضب المتظاهرين.
وسأله أحدهم بتحد: "أين حماس اليوم؟" بعد عامين من الحرب، فأجاب الوزير: "الواقع يصدمك لأنك لا تراه". وعانق كرعي مؤيدي نتنياهو، وقال لهم: "شكرًا لحضوركم"، ودخل قاعة المحكمة.
كم عليك أن تدفع؟
ووصل وزير الاقتصاد والصناعة نير بركات إلى قاعة المحكمة برفقة المتحدث باسم حزب الليكود، غاي ليفي، وحظي باستقبال مماثل، إذ صرخ المتظاهرون في وجهه عند دخوله قاعة المحكمة: "كم عليك أن تدفع؟"، فرد أحد مؤيدي نتنياهو: "اخرج من هنا أيها الصرصور النتن"، على حد تعبيره.
وبينما غاب وزير التعليم يوآف كيش عن جلسة المحكمة، فقد "ساعد" من بعيد، ودعا إلى إلغائها. وكتب في تغريدة على منصة إكس: "نمر بواحدة من أكثر الفترات حساسية وحرجًا في تاريخ إسرائيل. في هذه اللحظة الحاسمة، حيث يتطلب الأمر قيادة تُركز كليًا على الأهداف الوطنية، من المستحيل إجبار رئيس وزراء إسرائيل على تكريس ساعات طويلة من وقته وطاقته واهتمامه لمحاكمة ملفّقة وغير ضرورية، تحظى بتغطية إعلامية واسعة، ولا أساس لها من الصحة، وأصبحت منذ زمن بعيد مسرحية عامة وقانونية"، وفق قوله.
ومن زاوية مختلفة، تابع الوزير في تغريدته: "ليست المسألة مسألة توقيت فحسب، ولا تتعلق بالوضع الراهن فقط، وإنما كانت وما زالت المحاكمة برمتها ومن جذورها خاطئة. محاكمة مبنية على التحريفات والتسريبات والضغوط والاتهامات الملفقة. محاكمة مبنية على بنود تُحرج النظام نفسه، أصبحت أداة سياسية وتطبيقًا انتقائيًا لا مكان له في بلد ديمقراطي".
وفي تغريدة أخرى، أشار الوزير كيش إلى أن "الرئيس دونالد ترامب أكد خلال خطابه في الكنيست ومناسبات أخرى سابقة ضرورة إلغاء محاكمة نتنياهو. ما يعتقده معظمنا أن محاكمة نتنياهو سياسية ومشوهة، وبنيت على أساس دوافع أجنبية ويجب إلغاؤها".
وكان وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين أعلن، صباح اليوم الأربعاء، اعتزامه سن تشريع يفضي إلى تقليص عدد جلسات محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.