الدول العربية مطالبة بتحديد رؤيتها الاستراتيجية وموقعها في المشهد الصناعي العالمي الجديد


40 % من الصادرات الصناعية لـ عمان من الحديد والصلب .. والقطاع يساهم نحو 2 % في الناتج المحلي الإجمالي

الجريدة العقارية الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 | 07:14 مساءً
رجل الأعمال أحمد عز أثناء إدارته لأولي جلسات قمة الصلب
رجل الأعمال أحمد عز أثناء إدارته لأولي جلسات قمة الصلب
رسالة عُمان: صفاء لويس

المهندس سعيد غمران الرميثي الرئيس التنفيذي لمجموعة إيميريتس ستيل:

التحولات العالمية تضع صناعة الصلب العربية أمام مفترق طرق استراتيجي

ضرورة تقليل التكاليف التشغيلية وتعزيز الكفاءة لاستمرار نمو صناعة الصلب

الدكتور محمد الفقيه رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية للحديد والصلب:

1.4 مليون طن إنتاج الشركة سنويًا.. ونتطلع الوصول إلى 4 ملايين طن

800 ألف طن سنويًا يحتاجها السوق الليبي .. والشركة لديها 600 ألف طن قابل للتصدير

حاتم الصنهاجي الرئيس التنفيذي لشركة المغرب للصلب:

الإجراءات الحمائية العالمية تحد من فرص التصدير وتدعم التوجه نحو التصنيع المحلي

عصر التصدير انتهى .. والإنتاج المحلي هو محرك الطلب القادم

ناقشت الجلسة الأولى من قمة الحديد والصلب الـ 18 المنعقدة في مسقط، رؤى قادة صناعة الصلب العربية لمواجهة تحديات وفرص المستقبل، وقد أدار الجلسة المهندس أحمد عز رئيس الاتحاد العربي للحديد والصلب، بمشاركة كل من المهندس سعيد غمران الرميثي الرئيس التنفيذي لمجموعة «إيميريتس ستيل»، والدكتور محمد الفقيه رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية للحديد والصلب، وحاتم الصنهاجي الرئيس التنفيذي لشركة «المغرب للصلب».

قال المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إيميريتس ستيل»، إن التحولات المتسارعة على الساحة العالمية وضعت صناعة الصلب العربية أمام مفترق طرق استراتيجي، في ظل تغيّرات جوهرية تشهدها مجالات الطاقة والبيئة والرقمنة، والتي تعيد رسم ملامح سلاسل القيمة الصناعية، وتغيّر نماذج الأعمال، وتعيد توزيع موازين التجارة الدولية.

وأوضح الرميثي أن تصاعد القيود الجمركية والبيئية، وتزايد التحديات المرتبطة بالتكلفة واللوائح التنظيمية، إلى جانب تسارع استثمارات الدول المتقدمة في مشروعات الصلب الأخضر، يجعل من الضروري أن تبلور الدول العربية رؤيتها الاستراتيجية بوضوح، وأن تحدد موقعها في المشهد الصناعي العالمي الجديد.

وأكد الرميثي على عدة رسائل رئيسة، أهمها أن صناعة الحديد رغم صعوبتها تحمل العديد من الإيجابيات والفرص، مشددًا على ضرورة تمكين الشباب في هذه الصناعة الحيوية، مشيرًا إلى أن مجموعة «إيميريتس ستيل» بدأت كشركة صغيرة ثم تحولت إلى مجموعة صناعية متكاملة، مؤكدًا أهمية تعزيز الكفاءات البشرية وتطوير المهارات.

كما شدد على ضرورة تقليل التكاليف التشغيلية وتعزيز الكفاءة الإنتاجية، مؤكدًا أن ذلك يمثل رحلة مستمرة لا تتوقف، داعيًا إلى تفعيل الأنشطة التكاملية العربية لمواجهة التحديات التي تواجه صناعة الصلب الإقليمية، مثل ضعف سلاسل الإمداد ومدى توافر المواد الخام، إلى جانب الحاجة لمعالجة ضعف الابتكار في الصناعة العربية.

وأشار الرميثي إلى أن النمو في دولة الإمارات يسير بوتيرة جيدة، وأن الطلب على الصلب في ارتفاع مستمر بفضل المشروعات الكبرى في قطاعات التشييد والبناء وصناعة النفط، متوقعًا استمرار هذا النمو خلال عامي 2026 و2027، مما سيؤدي إلى زيادة الطلب على منتجات الصلب.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد الفقيه، رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية للحديد والصلب، إن الشركة تمتلك مجمعًا صناعيًا متكاملًا يبدأ من عمليات الاختزال المباشر وصولًا إلى المنتج النهائي من الصلب، وتبلغ طاقتها الإنتاجية الحالية 1.4 مليون طن سنويًا، مع خطة للتوسع إلى 4 ملايين طن خلال السنوات المقبلة، خاصة في ظل تنفيذ العديد من المشروعات المهمة في البنية التحتية والمجالات الإنتاجية.

وأوضح الفقيه أن السوق الليبي يحتاج إلى نحو 800 ألف طن سنويًا، بينما تمتلك الشركة فائضًا يقارب 600 ألف طن يتم توجيهه للتصدير، مشيرًا إلى اهتمام الشركة بعدة مبادرات مهمة، من أبرزها تقليل البصمة الكربونية لمنتجات الصلب، وتعزيز التجارة البينية العربية في منتجات الحديد والصلب بدلًا من استيرادها من خارج المنطقة، طالما أن الإنتاج المحلي العربي قادر على تلبية الاحتياجات.

وشدد الفقيه على ضرورة التنسيق العربي لتجنب زيادة الفوائض في الطاقات الإنتاجية للمنتجات التي تحقق اكتفاءً ذاتيًا، مع توجيه الاستثمارات إلى أنواع أخرى من منتجات الصلب التي لا يتم تلبيتها محليًا. كما دعا إلى إنشاء صناعات داعمة لصناعة الصلب، مثل صناعة الدرافيل والأقطاب الكربونية ومواد التشغيل المضافة، بدلًا من استيرادها من الخارج، مؤكدًا تطلعه لأن تتبنى مجموعة «حديد عز» مبادرات في هذا الاتجاه.

رجل الأعمال أحمد عز

كما طالب الفقيه بوجود تدابير حكومية عربية جادة لحماية صناعة الصلب من الإجراءات التجارية الضارة المتخذة في العالم، مؤكدًا أهمية تسهيل إجراءات التبادل السلعي، والتطوير المشترك للموارد البشرية العاملة في القطاع، والاستفادة من الخبرات العربية الكبيرة في تطوير المعايير الصناعية، واستكمال الدراسات اللازمة لإنشاء مصانع لإنتاج مكورات الحديد وغيرها من الصناعات المرتبطة بالقطاع.

وفي السياق ذاته، أكد حاتم الصنهاجي، الرئيس التنفيذي لشركة «المغرب للصلب»، أن النمو في الطلب على منتجات الصلب في المغرب مرتبط بمشروعات كبرى للبنية التحتية، إلى جانب الفعاليات الرياضية الدولية التي ستستضيفها البلاد، والتي تُعد محفزًا رئيسيًا للطلب المحلي على منتجات الحديد والصلب.

وأضاف الصنهاجي أن التفكير في الإنتاج بهدف التصدير أصبح أكثر صعوبة في ظل الإجراءات الحمائية المتصاعدة عالميًا، موضحًا أن ما كان ممكنًا قبل عشر سنوات في مجال التصدير لم يعد ممكنًا خلال العامين الأخيرين، إذ أصبحت كل دولة تسعى للحفاظ على صناعتها المحلية من الصلب باعتبارها صناعة استراتيجية ترتبط بمختلف القطاعات التحويلية الأخرى.

رجل الأعمال أحمد عز

وشدد على أهمية تعزيز النمو الصناعي المحلي باعتباره المحرك الأساسي لزيادة الطلب على منتجات الصلب، مقترحًا أن يتولى الاتحاد العربي للحديد والصلب دورًا أكبر في التنسيق والتعاون فيما يتعلق بأنشطة استيراد الخردة وتنظيم تصديرها، مؤكدًا ضرورة الاستثمار في الكفاءات البشرية والقدرات التقنية للعاملين في قطاع الصلب العربي لضمان استدامة الصناعة وتطورها.

قمة مسقط للصلبقمة مسقط للصلب