تجددت التوترات بين الصين والفلبين يوم الأحد، بعد وقوع حادث اصطدام بحري جديد بين سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني وأخرى حكومية فلبينية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، ما يعكس تصاعد التوتر في واحدة من أكثر المناطق البحرية حساسية واستراتيجية في العالم.
وقالت الحكومة الفلبينية في بيان رسمي إن سفينة صينية "تعمدت صدم" سفينة تابعة لمكتب المصايد الفلبيني أثناء تنفيذها مهمة دورية قرب جزيرة "ثيتو" التابعة لأرخبيل سبراتلي، مضيفة أن الاصطدام تسبب في أضرار طفيفة دون وقوع إصابات بين أفراد الطاقم.
وأوضح البيان – الذي نقلته وكالة فرانس برس (أ ف ب) – أن الحادث وقع في حوالي الساعة 9:15 صباحًا بالتوقيت المحلي، حيث أطلقت السفينة الصينية مدافع المياه على السفينة الفلبينية قبل أن تصطدم بها من الخلف بعد دقائق قليلة، في تصرف وصفته مانيلا بأنه "استفزازي وعدواني".
في المقابل، نفت الصين مسؤوليتها عن الحادث، وأكدت أن السفينة الفلبينية دخلت "مياه صينية" قرب جزيرة ساندي كاي دون إذن مسبق، رغم التحذيرات المتكررة من خفر السواحل الصيني. وقال المتحدث باسم الخفر الصيني ليو دِجون إن "الجانب الفلبيني يتحمل المسؤولية الكاملة عن الحادث بسبب تصرفاته الخطيرة والاستفزازية".
وردت مانيلا بنشر مقاطع فيديو وصور تُظهر السفينة الصينية وهي تطلق مدافع المياه باتجاه السفينة الفلبينية، مؤكدة أن "مثل هذه التصرفات العدوانية لن تثني الفلبين عن حماية مياهها الإقليمية".
ويُعد هذا الحادث الأحدث في سلسلة من المواجهات المتكررة بين البلدين في بحر الصين الجنوبي، حيث تمر أكثر من 60% من حركة التجارة البحرية العالمية. ففي سبتمبر الماضي، أُصيب أحد البحارة الفلبينيين بعدما حطم مدفع مياه صيني نافذة سفينتهم قرب شعاب سكاربورو التي تسيطر عليها بكين منذ عام 2012.
وتطالب الصين بمعظم مساحة بحر الصين الجنوبي رغم صدور حكم دولي عام 2016 ينفي أي أساس قانوني لتلك المطالب، بينما تؤكد الفلبين أن المياه المتنازع عليها تقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.