اتفاق غزة يدخل مرحلة التنفيذ.. وترامب في زيارة تاريخية إلى مصر وإسرائيل لرسم ملامح السلام


الجريدة العقارية السبت 11 أكتوبر 2025 | 10:57 مساءً
السيسي وترامب
السيسي وترامب
حسين أنسي

تعيش منطقة الشرق الأوسط أجواء ترقب استثنائية مع اقتراب بدء تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في غزة، في أعقاب الإعلان عن وقف شامل لإطلاق النار، بينما يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجولة مهمة تشمل إسرائيل ومصر، يشارك خلالها في قمة دولية كبرى بمدينة شرم الشيخ تجمع قادة من العالم العربي والإسلامي والأوروبي، وسط توقعات بأن تحدد نتائجها مسار المرحلة المقبلة في المنطقة.

ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، من المقرر أن يصل ترامب إلى تل أبيب صباح الاثنين في زيارة تمتد نحو أربع ساعات، يلتقي خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعددًا من عائلات المحتجزين الإسرائيليين، قبل أن يُلقي كلمة أمام الكنيست في جلسة عامة عند الساعة الحادية عشرة صباحًا. وستُقام له مراسم استقبال رسمية مختصرة في مطار بن غوريون، قبل توجهه مباشرة إلى مبنى الكنيست.

قمة شرم الشيخ.. لحظة حاسمة للسلام

عقب انتهاء زيارته لإسرائيل، يتوجه ترامب إلى مصر للمشاركة في قمة شرم الشيخ الدولية، التي تُعد بمثابة "احتفالية سلام تاريخية" بمناسبة إبرام اتفاق وقف الحرب في غزة، بمشاركة عدد من قادة الدول العربية والأوروبية.

وأعلنت الرئاسة المصرية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجّه دعوات رسمية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس، إضافة إلى قادة من فرنسا، وبريطانيا، وقطر، والسعودية، والإمارات، والأردن، وتركيا، وباكستان، وإندونيسيا، للمشاركة في القمة التي ستعقد برئاسة مشتركة بين السيسي وترامب.

وأكدت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه) أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيزور مصر الإثنين للمشاركة في القمة، دعمًا لتنفيذ خطة السلام التي توسط فيها ترمب، وللتأكيد على التزام باريس بحل الدولتين والاستقرار الإقليمي طويل الأمد.

ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصادر مطلعة أن القمة ستناقش المرحلة الثانية من خطة ترمب للسلام، وتقييم الترتيبات الميدانية والإنسانية في غزة، مشيرًا إلى أن الاجتماعات التحضيرية مستمرة بين الجانبين المصري والأمريكي لتحديد قائمة المشاركين وآليات المتابعة.

كما ذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن الوزير بدر عبد العاطي بحث مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو تفاصيل القمة والملفات المطروحة على جدول أعمالها، وفي مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار، وتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، وإعادة إعمار قطاع غزة.

اتفاق تبادل الأسرى.. أول اختبار حقيقي

وبحسب مصادر مطلعة على مفاوضات شرم الشيخ، فإن عملية تبادل الأسرى ستتم يوم الاثنين، وتشمل إطلاق سراح 20 محتجزًا إسرائيليًا أحياءً وتسليم عدد من الجثامين عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مقابل إفراج إسرائيل عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين وفقًا للقوائم المتفق عليها.

وأوضحت المصادر أن العملية ستتم بعيدًا عن التغطية الإعلامية والجمهور، وتحت إشراف ومتابعة مباشرة من الوسطاء المصريين والأمريكيين والقطريين، مشيرة إلى أن الخلافات المتبقية تتعلق ببعض الأسماء الحساسة في القوائم الفلسطينية.

في المقابل، بدأت القوات الإسرائيلية الانسحاب من المناطق الحضرية في قطاع غزة بموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، مع الإبقاء على وجود محدود في محيط الخط الأصفر، الذي يشمل نحو 53% من مساحة القطاع. وسمح هذا الانسحاب بعودة آلاف الفلسطينيين إلى منازلهم المدمرة على طول الساحل الشمالي في مشهد مؤثر يعكس بداية مرحلة جديدة بعد الحرب.

وتتوقع هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن تبدأ عملية الإفراج عن المحتجزين صباح الاثنين، بينما لم تستبعد مصادر أمنية احتمال تنفيذ العملية في وقت مبكر مساء الأحد إذا ما اكتملت الترتيبات اللوجستية.

مرحلة جديدة من السلام

تُعد قمة شرم الشيخ المقبلة أول حدث دولي رفيع المستوى بعد اتفاق غزة، وتُعوّل عليها القاهرة وواشنطن لإطلاق خارطة طريق سياسية جديدة تضمن استقرار القطاع وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية برعاية أمريكية ومصرية مشتركة.