تراجع أسعار النفط مع انحسار التوترات الإقليمية وارتفاع المخزونات الأمريكية

شهدت أسعار النفط تراجعاً ملحوظاً، حيث حول المتعاملون تركيزهم من المخاطر الجيوسياسية إلى عوامل العرض والطلب، مدفوعين بانحسار حدة التوترات في منطقة الشرق الأوسط وتزايد المخزونات الأمريكية.

انخفض سعر خام "برنت" القياسي إلى ما دون مستوى 66 دولاراً للبرميل، بعد أن كان قد سجل ارتفاعاً تجاوز 1% في تعاملات يوم الأربعاء. في المقابل، استقر خام "غرب تكساس الوسيط" (WTI) بالقرب من حاجز 62 دولاراً للبرميل.

وجاء هذا التخفيف في حدة المخاوف الجيوسياسية عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موافقة إسرائيل وحركة "حماس" على شروط إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة، وهو ما يُمثل اختراقاً هاماً في الجهود الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.

زيادة المخزونات الأمريكية وتوقعات بتجاوز العرض للطلب

أظهرت البيانات الرسمية الصادرة يوم الأربعاء ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية على المستوى الوطني للأسبوع الثاني على التوالي، رغم أنها لا تزال تحوم قرب المستويات الموسمية المنخفضة. وفي المقابل، سجلت المخزونات تراجعاً في مركز "كوشينغ" بولاية أوكلاهوما، وكذلك الحال بالنسبة لمخزونات المنتجات المكررة.

ولا يزال النفط الخام يواجه ضغوطاً متزايدة جراء توقعات نمو الإمدادات، سواء من تحالف "أوبك+" أو من دول القارة الأمريكية.

ورغم تراجع حدة المخاطر في الشرق الأوسط، إلا أن التوترات لا تزال قائمة في مناطق أخرى، حيث تؤثر الهجمات الأوكرانية التي تستهدف البنية التحتية النفطية الروسية على تدفقات الإمدادات العالمية.

وفي ظل هذه التطورات، تتوقع بنوك استثمار كبرى في "وول ستريت" وعدة مؤسسات عالمية، من ضمنها "وكالة الطاقة الدولية"، أن تشهد السوق تحولاً نحو فائض في المعروض خلال الأشهر القادمة.

وفي هذا الصدد، رجّح بنك "غولدمان ساكس" أن يبلغ متوسط سعر خام "برنت" نحو 56 دولاراً للبرميل العام المقبل، مستنداً إلى تجاوز الإنتاج العالمي لمستويات الطلب المتوقعة.