خبير يكشف مفاجأة عن سد النهضة.. إثيوبيا تخدع العالم بفيضان مصطنع | 60 مليار متر مكعب


الجريدة العقارية الاثنين 06 أكتوبر 2025 | 12:00 مساءً
سد النهضة
سد النهضة
إيهاب زيدان

تطورات سد النهضة تهم ملايين المصريين وكذلك السودانيين، في الوقت الذي كشف الدكتور أحمد المفتي، العضو السوداني المستقيل من اللجنة الدولية لسد النهضة ومدير مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان، عن خدعة تحاول إثيوبيا بها أن تضلل العالم.

الفيضان مصطنع

الخدعة بحسب المفتي هي تصدير أن الفيضانات التي تتعرض لها السودان ومصر حاليًا هي طبيعية وليست مصطنعة، للتهرب من دفع التعويضات عن الأضرار التي تسببت بها.

إثيوبيا تواصل تضليل الرأي العام العالمي

في غضون ذلك، أكد الدكتور أحمد المفتي أن إثيوبيا لاتزال تواصل تضليل الرأي العام العالمي والسوداني، ورفضت تحمل مسئوليتها بشأن الفيضانات التي تسبب فيها سد النهضة.

وأشار إلى أن إثيوبيا اعترفت أنها قامت بتخزين 60 مليار متر مكعب في السد، وهطل عليها 40 مليار متر من الأمطار، ما أدى لفيضان أضر بالسودان ومصر.

وقال الدكتور أحمد المفتي عن أضرار سد النهضة: "إثيوبيا تواصل تضليل الرأي العام العالمي والسوداني، والذي درجت عليه، منذ بداية المفاوضات عام 2011"، مشيرًا إلى أن "إثيوبيا رفضت تحمل مسؤوليتها، عن الفيضانات الحالية، بتوضيحات لا يقبل بها من له أقل دراية بالأمر".

وعن تسبب سد النهضة بالفيضان قال أحمد المفتي: "وببساطة شديدة، لقد خزنت إثيوبيا، باعترافها، 60 مليارًا حاليًا، ثم هطلت عليها أمطار هذا العام، التي لا تقل عن 40 مليارا، فكيف لا تزيد المياه عن طاقة سد النهضة القصوى، البالغة 74 مليارًا".

الفيضانات الحالية "مصنوعة" وليست طبيعية

وأكد الدكتور أحمد المفتي على تهرب إثيوبيا من مسئوليتها بشأن فيضان سد النهضة، فقال: "ولم تجد إثيوبيا حلًا أمامها سوى تصريف المياه الزائدة عن سعة السد، تجاه السودان، بغض النظر عن ما تسببه من أضرار، وحتى لا تتحمل مسؤولية التعويض عن الأضرار، بدأت إثيوبيا في مواصلة حملة تضليل الرأي العام العالمي والسوداني، والتي بدأتها منذ عام 2011، وذلك تضليل لا يصدقه إلا شخص ليس له دراية بالأمر، بل أن تصديق ذلك، هو السذاجة السياسية بعينها".

وأوضح أن "البادرة الوحيدة، منذ ذلك التاريخ هي تصريح د. كامل إدريس بأنه بصدد عمل مراجعات، استجابة لطلبنا له بالتدخل بخطاب مفتوح"، مضيفًا "ونعتقد أنهم سوف يعملون علي عرقلة إجراء أي مراجعات، لأنها، ضمن أمور أخري، سوف تكشف تفريط المفاوضين السودانيين، في حقوق السودان المائية".

وتابع الدكتور أحمد المفتي "لذلك عندما طلبت مني مجموعة فاضلة، من قروب حكماء السودان، المشاركة معهم، في مقابلة يعدون لها، حول الموضوع مع رئيس الوزراء، اعتذرت لهم، لأن الموضوع أكثر تعقيدًا مما يظنون، لدرجة أن حكومة حمدوك منعت سونا من استضافة مؤتمر صحفي، كان ينوي قروب "مخاطر السد الإثيوبى"، لعقده آنذاك".

وأكد الدكتور أحمد المفتي أن "الفيضانات الحالية "مصنوعة" وليست طبيعية"، مشيرًا إلى أن "الحكومة السودانية، لا تحصي وتوثق، ما سببته من أضرار للمواطنين، تمهيدًا لمطالبة إثيوبيا بالتعويض عنها!".

المياه زادت عن الطاقة الاستيعابية لسد النهضة

وأوضح المفتي أن "التوصيف الذي تبنيناه للفيضانات الحالية، هو أنها فيضانات "مصنوعة"، صنعتها إثيوبيا، بتخزين 60 مليار متر مكعب، ليجدها الهطول المطري السنوي، حوالي 50 مليار أمامه، فتزيد المياه عن الطاقة الاستيعابية لسد النهضة، فتصرفها إثيوبيا إلي السودان، بغض النظر عما تسببه من أضرار، وهو أمر سوف يحدث سنويًا للأسف".

وأضاف أحمد المفتي "لذلك قدمنا مقترحًا، لكيفية التعامل مع ذلك الواقع، وذلك عن طريق الإدارة المشتركة، وتنفيذ ترتيبات هندسية، تحول النقمة إلي نعمة، وتفيد الدول الثلاثة".

إثيوبيا تتهرب من مسئوليتها عن الفيضان

وبشأن فيضانات السودان قال الدكتور أحمد المفتي: "ذلك التوصيف يهدف إلى إجهاض تهرب إثيوبيا من التعويض عن الأضرار، بزعم أن سبب الفيضانات هو التغيير المناخي، وكبر حجم فيضان هذا العام وخلافه، علمًا بأن السودان ظل يتحمل أضرار الفيضانات الطبيعية غير المصنوعة منذ الآف السنين، ولم يسعَ لتحميل إثيوبيا المسؤولية عن أضرارها".

وأشار أحمد المفتي إلى أن "التوصيف الدقيق للفيضانات وجد رواجًا، مثلما وجد توصيفنا عام 2011 لمفاوضات سد النهضة بأنها سوف تكون "عبثية"، وأن سد النهضة سوف يخلق "قنبلة مائية"، للتحكم في قرار السودان السياسي، وهي أمور تحققت وأصبحت حاليًا واقعُا يعيه الجميع، على الرغم من أنه قد أعيب علينا ذلك التوصيف عام 2011، على اعتبار أنه استباق للأحداث، في حين ثبت الآن أنه كان قراءة سليمة للأمور، ولكن لم يستفد منها السودان".

وقال أحمد المفتي: "أغرب ما في الأمر حاليًا هو أن حكومة السودان لم تبدأ في حصر وتوثيق الأضرار، التي سببها الفيضان المصنوع، والتي هي الخطوة المطلوبة، لمطالبة إثيوبيا بالتعويض عن تلك الأضرار".

وأكد الدكتور أحمد المفتي "أن عدم حصر أضرار الفيضانات، تعني أن حكومة السودان تعتبر الفيضانات، كما زعمت إثيوبيا، فيضانات طبيعية، لا تتحمل التعويض عما سببته من أضرار، لكن حكومة السودان التزمت الصمت، ولم تصرح بأنها فيضانات طبيعية، لا تلزم إثيوبيا بالتعويض عنها، وذلك عدم وضوح يخلق حيرة لدي المواطنين المتضررين، ليس لها ما يبررها".