حذر طارق الرفاعي، الخبير الاقتصادي ومدير مركز كوروم للدراسات الاقتصادية، من أن استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة قد يفاقم القلق في الأسواق، خاصة إذا تجاوزت مدة الإغلاق عدة أسابيع، على غرار ما حدث في عام 2018 عندما استمر الإغلاق 35 يومًا.
وقال الرفاعي في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس، إن الأسواق تبدأ عادة في الشعور بالقلق بعد مرور عدة أيام من الإغلاق، مضيفًا أن "كلما طال أمد الإغلاق، زادت حدّة المخاوف في الأسواق، خصوصًا في القطاعات غير المدعومة بزخم كبير مثل قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي".
علامات ضعف اقتصادي تلوح في الأفق
وفي سياق متصل، أشار الرفاعي إلى أن الاقتصاد الأمريكي بدأ بالفعل في إظهار علامات ضعف منذ بداية الصيف، حيث تراجعت مؤشرات التوظيف، وضعف أداء قطاعي الخدمات والصناعة، كما عكست ذلك بيانات التوظيف الصادرة مؤخرًا، بما فيها أرقام الـADP والـNon-Farm Payrolls.
وأكد الرفاعي أن هذه المؤشرات، إلى جانب الإغلاق الحكومي المحتمل، تمثل بيئة معقدة للاقتصاد الأمريكي، مشيرًا إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي بدأ في خفض أسعار الفائدة بالفعل، متوقعًا خفضًا إضافيًا بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل نهاية أكتوبر، وربما خفضًا ثانيًا في ديسمبر.
وأضاف: "الفيدرالي عادة ما يتأخر في اتخاذ قرارات خفض الفائدة، ما يؤدي إلى تفاقم التباطؤ الاقتصادي وزيادة التقلبات في الأسواق المالية".
أصول بديلة تتصدر المشهد
وتطرق الرفاعي إلى أداء الأصول البديلة، وعلى رأسها البيتكوين والمعادن النفيسة، قائلاً إن الإقبال على البيتكوين وصناديق الاستثمار المرتبطة به (ETFs) يعكس توجهًا متزايدًا نحو هذه الأصول، مدفوعًا بتطورات تنظيمية وسياسية داخل الولايات المتحدة.
وأوضح: "البيتكوين يسجل مستويات قياسية، ومن المتوقع أن نشهد مزيدًا من الارتفاعات حتى نهاية العام، في ظل الانفتاح المتزايد على السوق من قبل أطراف سياسية وتنظيمية".
أما الذهب، فقال الرفاعي إنه سجل ارتفاعًا بأكثر من 50% منذ بداية العام، في حين ارتفعت الفضة بأكثر من 60%، والبلاتينوم بنحو 70%، متوقعًا استمرار هذه المكاسب مع تصاعد التوترات الاقتصادية وعدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة.