بعد غرق عدة قرى في محافظتي المنوفية والبحيرة بمياه النيل، كشف الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، اليوم السبت، عن سر تضرر أراضي طرح النهر، الذي حدث في محافظتي المنوفية والبحيرة.
غرق أراضي طرح النهر
وأكد إبراهيم أنه من المتوقع تكرار ذلك المشهد في السنوات المقبلة، والأراضي المعرضة للضرر بسبب فيضان النيل غير الطبيعي.
غرق أراضي طرح النهر في مصر
وأوضح هاني إبراهيم أن وصول كميات كبيرة من المياه لمصر والتي أطلقها سد مروي لتمرير تدفقات الفيضان القادمة سواء من عطبرة بعد تشغيل سد تيكيزي الإثيوبي الفترة الماضية ومن النيل الأزرق عقب اكتمال ملء السد الإثيوبي، أدى لارتفاع منسوب السد العالي نوعيًا، وخاصة مع تشغيل إثيوبيا لعدد كبير من بوابات سد النهضة الإثيوبي مما رفع منسوب السد العالي في توقيت تتراجع فيه الاحتياجات المائية في مصر خاصة مع انتهاء العروة الصيفية، وحاليا نحن في العروة النيلية وهي مساحة قليلة يتم زراعتها في الفترة الحالية.
كما كشف هاني إبراهيم عن نظريه الاستيلاء على أراضي طرح النهر لإنشاء مشروعات دائمة، وفقًا للشائعات المنتشرة، مؤكدًا أنها لا تصلح لمشروعات دائمة وأقصى شيء زراعة موسمية في عروة واحدة سنوية وربما اثنين في أكثر تقدير لأنها جزء من مجرى النهر.
وطالب هاني إبراهيم بـ “توثيق الأضرار سواء في مصر أو السودان، لتقديمها لمحكمة العدل الدولية الخاصة بالضرر، وطلب تعويضات من إثيوبيا”.
سر تضرر أراضي طرح النهر
وعن تضرر أراضي طرح النهر، قال هاني إبراهيم: "باختصار ما يحدث من تضرر أراضي طرح النهر كان متوقع، ومعرض للتكرار في السنوات القادمة، ولم يعد يتعلق الأمر بالفيضان في ظروفه الطبيعية عندما كانت تتعرض تلك الأراضي للغمر قبل السد العالي أو في حال حدوث فيضانات عالية، يتم تصريف كميات أعلى من السد العالي بقدر كمية المياه غير المعلومة مسبقًا، التي يتم تمريرها من السد الإثيوبي بنسبة كبيرة".
وكشف هاني إبراهيم عن حقائق بشأن تضرر أراضي طرح البحر بعد زيادة منسوب مياه النيل، فقال: إن "أراضي طرح النهر هي جزء من أراضي مجرى النهر ينحسر عنها النهر مع تراجع منسوبه وتتعرض للغمر مع ارتفاع منسوبه، وتتواجد بشكل كبير بالقرب من فرع رشيد".
وأكد هاني إبراهيم أن "ما حدث هو أن منسوب النيل ارتفع بسبب إرتفاع التدفقات الواردة إلى السد العالي وارتفاع منسوبه، وبالتالي أمر طبيعي أن يتم رفع منسوب النهر بتمرير تدفقات من السد العالي إلى مجرى النهر لصعوبة الوصول إلى أعلى منسوب في بحيرة السد العالي، تحسبًا لأي حالات طارئة لعدة أسباب: تم الحفاظ على منسوب مرتفع بالسد العالي في إطار التحوط من احتمالية حدوث جفاف خلال الفيضان الحالي".
وصول كميات كبيرة من سد مروي وإثيوبيا لمصر
وعن سر ارتفاع منسوب النيل في مصر، أشار هاني إبراهيم إلى "وصول كميات كبيرة تم إطلاقها من سد مروي في إطار تمرير تدفقات الفيضان القادمة، سواء من عطبرة بعد تشغيل تيكيزي الإثيوبي الفترة الماضية ومن النيل الأزرق عقب اكتمال ملء السد الإثيوبي، وما حدث هو ارتفاع منسوب السد العالي نوعيًا ومع تشغيل إثيوبيا لعدد كبير من بوابات السد الإثيوبي وما تبعه من تمرير أرقام تتجاوز 750 مليون متر مكعب يوميًا، قام مروي برفع تدفقه في اتجاه السد العالي بما يسرع من ارتفاع منسوب السد العالي، في توقيت تتراجع فيه الاحتياجات المائية في مصر خاصة مع انتهاء العروة الصيفية وحاليا نحن في العروة النيلية وهي مساحة قليلة يتم زراعتها في الفترة الحالية".
وعن إجراءات احتواء منسوب النيل العالي في مصر، قال الباحث هاني إبراهيم: "الاجراء إما أن يكون فتح مفيض توشكى، أو إطلاق كميات في المجرى وصولًا إلى البحر المتوسط"، مؤكدًا على أهمية "عملية فتح المفيض لتمرير كمية من القادم للسد العالي تقدر ب 30 إلى 40 % من التدفق اليومي الوارد حاليًا، ثم غلقه لو تراجعت تلك الكمية".
وأشار هاني إبراهيم إلى أن الأمر "يستدعي معرفة قدرات بحيرات المفيض في الفترة الحالية على الاستيعاب، ومدى تضرر المساحات الزراعية القريبة منها، أما إطلاق كميات في المجرى يستدعي التنبيه مسبقًا على الحائزين لتلك الأراضي الخاصة بطرح النهر، لتلافي الأضرار في حال تمرير كميات أعلى من المعتاد".
وقال الباحث هاني إبراهيم: "قد تحافظ على منسوب مرتفع بالسد العالي ثم يحدث تمرير كميات كبيرة في إطار تخفيض منسوب السد الإثيوبي بمعدل لا أحد يعلمه، وعليه لن تستطيع التعامل مع تلك الأمور الا بتكاليف سواء فتح المفيض يدويًا أو خسارة أراضي في طرح النهر".
سر غلق مفيض توشكى
وقال هاني إبراهيم: "قد تغامر وتستخدم كميات وتخفض منسوب السد العالي لدرجة تستطيع استيعاب كمية كبيرة من المياه وتنتظر التفريغ النوعي في منسوب السد الاثيوبي لترفع منسوب السد العالي ولكن قد يحدث جفاف وعليه سوف يكون الضرر الأشد".
وتابع هاني إبراهيم "قد تفتح المفيض أو تطلق مياه في اتجاه المجرى، ومنها للبحر ثم تجد الإثيوبيين يقولون إنه إهدار مياه، أو أن مصر لا توجد أزمة نقص مياه، وفي كل الاحوال وجود السد الإثيوبي في حد ذاته أزمة كبيرة".
وعن الضرر الواقع على مصر جراء تضرر أرض طرح البحر، قال هاني إبراهيم: " في أزمة الضرر الحالية... الضرر فعليًا من السد الإثيوبي مؤكد، لأن بكل أسف أصبح على النهر متغير جديد، وكثيرًا ما تحدثنا عن ذلك، ونوهنا أن نجاح السد العالي في التعامل مع المتغير الجديد مرهون بأمور عديدة جدًا"
وتابع هاني إبراهيم "نطاقات طرح النهر في فرع رشيد بشكل كبير جدًا، وقدرة تصريف رشيد أقل من أن يقال عنها لا تتجاوز 100 مليون متر مكعب يوميًا" وفق الدراسات 90 مليون يتحملها فرع رشيد في أقصى تقدير وما يزيد عن ذلك يؤثر على اراضي طرح النهر".
موقف الفيضان بعد زيادة تدفقات مياه النيل
وعن موقف الفيضان، بعد زيادة تدفقات مياه النيل، قال هاني إبراهيم: "في ضوء ما نشر من تدفقات يرجح أنه فوق المتوسط، خلال ملء السد الإثيوبي ـرتفع منسوب من سعة 55.5 مليار تقريبًا إلى 74 مليار، بحجز يقدر ب 18 الى 19 مليار متر مكعب، وحجم ما أطلقه من تدفقات خلال نفس الفترة شهور الفيضان الثلاثة يقدر بمتوسط 150 مليون خلال يوليو وحتى 9 سبتمبر" الارقام ترتفع عن ذلك أحيانًا، وتنخفض عن ذلك أحيانًا أخرى، أعلى رقم 210 ملايين يوميًا، ماعدا يوم تشغيل المفيض، وأقل رقم 111 مليون، وعليه تعادل الكمية حوالي 10 مليارات متر مكعب، ومن الفترة من تشغيل المفيض وحتى نهاية سبتمبر تعادل متوسط 500 مليون على الأقل بواقع إجمالي 12 مليار أخرى، بعض الأيام تجاوزت 750 مليون يوميا" أي تم حجز 18 مليار " أصبحت 16 حاليا بعد تراجع منسوبه " وتمرير حوالي 22مليار، يصبح الإجمالي 38 مليار وهو أعلى من متوسط تلك الفترة المقدرة ب34-35 مليار متر مكعب كمتوسط تاريخي لشهور الفيضان الثلاثة".
وقال هاني إبراهيم: إن "إثيوبيا أطلقت خلال 20 يوما ما يزيد عن ما تم إطلاقه خلال 70 يوما في توقيت كانت السدود السودانية شبه مكتملة الملء، ومن ضمن الكمية 3 مليارات خلال أربعة أيام".
السيناريو القادم بشأن زيادة منسوب النيل
وعن السيناريو القادم بشأن زيادة منسوب النيل، قال الباحث هاني إبراهيم: "القادم وفق تقديري، تشغيل المفيض سوف يكون جزئيًا الفترة القادمة، واعتقد أن عدم تشغيله يعود لأسباب تتعلق بالزراعات القريبة من بحيرات المفيض وتضررها، فكل شيء له قدرة معينة على استيعاب التدفقات خصوصًا أنه ظل مفتوحًا خلال فترات سابقة، لاستيعاب الفيضانات العالية وتخبط السدود السودانية جراء ما تعرض له السودان من تردي في الاوضاع مع عامل السد الاثيوبي ايضا او لاعمال تتعلق بالزراعة هناك".
وأضاف الباحث هاني إبراهيم "من المرجح أن تتراجع الموجة الفيضانية خلال أسبوع، وفق تدفق خزان مروي بالسودان ووفق تشغيل السد الإثيوبي"، متسائلًا "هل سوف يخفض منسوبه عن 639 م وإلى أي مدى".
وطالب هاني إبراهيم بـ "توثيق الأضرار سواء في مصر أو السودان، ويتم التقدم بها وفقا لفتوى محكمة العدل الدولية الخاصة بالضرر، وطلب تعويضات من إثيوبيا..."