أعلنت شركة OpenAI عن استعدادها لإطلاق مجموعة من أدوات التحكم الجديدة في منصتها لتوليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي "Sora"، وتهدف هذه الأدوات إلى تمكين مالكي حقوق الملكية الفكرية من تحديد كيفية استخدام الشخصيات والعناصر الإبداعية الخاصة بهم داخل المنصة.
وتشمل هذه التحديثات أيضاً خطة لتقاسم الأرباح مع أصحاب الحقوق الذين يوافقون على إدراج شخصياتهم في محتوى المستخدمين.
تحكم دقيق ومنع الاستخدام غير المرغوب
أوضح الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، عبر منشور رسمي أن الأدوات الجديدة ستمنح أصحاب حقوق النشر، مثل استوديوهات السينما والتلفزيون، قدرة أكبر على إدارة استخدام شخصياتهم.
وتتضمن هذه الخيارات إمكانية حظر استخدام بعض الشخصيات بالكامل، إذا رغب المالك في ذلك.
استجابة للجدل المتزايد حول الملكية الفكرية
تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد المخاوف والانتقادات المتعلقة بتأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على حقوق المبدعين، حيث أصبحت المواد التي تُنتج بواسطة هذه التقنيات محور نقاشات واسعة حول الخصوصية وحقوق الاستخدام العادل. وتسعى "أوبن إيه آي" من خلال هذه الإجراءات إلى تحقيق توازن بين الابتكار والتقدير العادل للجهود الإبداعية الأصلية.
إطلاق "سورا" وانتشاره السريع
طرحت "أوبن إيه آي" مؤخرًا تطبيق Sora بشكل تجريبي في كل من الولايات المتحدة وكندا، كمنصة مستقلة تتيح للمستخدمين إنشاء فيديوهات قصيرة لا تتجاوز 10 ثوانٍ، ويمكن مشاركتها عبر واجهة مشابهة لتطبيقات التواصل الاجتماعي.
ورغم النجاح السريع الذي حققه التطبيق وانتشاره الواسع، إلا أنه واجه انتقادات حادة من بعض الجهات، أبرزها استوديوهات كبرى مثل "ديزني"، التي رفضت استخدام أي من موادها داخل المنصة، وفقًا لتقارير صحفية.
نموذج جديد لتقاسم الإيرادات مع المبدعين
كشف ألتمان أن الشركة تعمل على تطوير نظام لتقاسم الأرباح مع أصحاب الحقوق الذين يسمحون باستخدام شخصياتهم ضمن محتوى "سورا". وأشار إلى أن الإنتاج المتزايد من جانب المستخدمين، خصوصًا في المجالات المتخصصة، يتطلب إيجاد آليات مالية مستدامة تضمن حقوق الجميع.
وأكد أن الشركة لا تزال في مرحلة التجربة والتطوير لاختبار أفضل نموذج لهذا التقاسم، على أن تبدأ في تطبيقه تدريجيًا على "سورا"، قبل توسيعه ليشمل منتجات أخرى تقدمها "أوبن إيه آي".
منافسة شرسة في سوق الذكاء الاصطناعي البصري
إطلاق "سورا" يأتي في إطار المنافسة المحتدمة بين عمالقة التكنولوجيا، مثل ميتا وغوغل، حيث تتسابق الشركات على تطوير أدوات جديدة لتوليد الفيديوهات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، أعلنت "ميتا" مؤخرًا عن منصة تحمل اسم "Fives"، تتيح للمستخدمين إنشاء فيديوهات قصيرة بتقنية الذكاء الاصطناعي، ما يعكس توجهًا عالميًا متسارعًا نحو الوسائط التوليدية.