من يملك مفاتيح المستقبل؟.. سباق الذكاء الاصطناعي محور رئيسي في الاقتصاد الرقمي


الجريدة العقارية الخميس 02 أكتوبر 2025 | 06:21 صباحاً
الاقتصاد الرقمي
الاقتصاد الرقمي
وكالات

شهدت الاستثمارات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي تسارعاً غير مسبوق في السنوات الأخيرة، حتى تحولت من قطاع ناشئ إلى محور رئيسي في بنية الاقتصاد الرقمي العالمي.

مليارات الدولارات ترسم ملامح الاقتصاد الجديد

تكشف الأرقام عن "سباق تكنولوجي" يتجاوز حدود الشركات ليُعيد تشكيل موازين القوى الدولية.

وتُظهر هذه الأرقام حجم الرهان على مستقبل الذكاء الاصطناعي:

استثمارات ضخمة من عمالقة التكنولوجيا؛ منها 14 مليار دولار من "مايكروسوفت" في شركة "أوبن إيه آي".

استثمارات تصل إلى 330 مليار دولار عبر شركة "أوراكل".

خطط شركة "ميتا" لإنفاق 600 مليار دولار حتى عام 2028.

مشاريع مشتركة تقترب قيمتها من نصف تريليون دولار بين شركات عملاقة مثل "سوفت بنك" و"أوراكل" و"أوبن إيه آي".

وفق تقديرات شركة "إنفيديا"، من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي 4 تريليونات دولار بحلول عام 2030.

الذكاء الاصطناعي: وقود المستقبل ومحرك الثورات الصناعية

في هذا السياق، قدّم علاء الدين رجب، استشاري التحول الرقمي والتطبيقات الصناعية، رؤية معمّقة خلال حديثه لبرنامج "بزنس مع لبنى" على قناة "سكاي نيوز عربية"، مشبهاً المشهد الحالي بـالثورة الصناعية الأولى، حيث كان من يملك تكنولوجيا البخار يسيطر على مسارات التجارة والاستعمار.

ويرى رجب أن التكنولوجيا أصبحت بديلاً عن الجغرافيا والسياسة، فالتحولات ليست مجرد مسألة اقتصادية، بل جزء من صراع سياسي على الهيمنة والسيطرة على البيانات.

فبعد عقود من تراكم المعلومات عبر مراكز البيانات التي تضم سجلات البشرية تقريباً، أصبح امتلاك هذه البنية، إلى جانب الخوارزميات والتطبيقات الذكية، معادلاً جديداً للقوة والنفوذ الدولي.

وأضاف رجب: "كما غيّرت ثورة البخار موازين القوى في القرن التاسع عشر، فإن الذكاء الاصطناعي اليوم يعيد صياغة السلطة عبر السيطرة على البيانات والأنظمة الذكية."

المملكة والإمارات تتصدران سباق الاستثمار

أكد رجب أن دولاً مثل الإمارات والسعودية تتصدران سباق استثمارات الذكاء الاصطناعي إقليمياً، مستفيدتين من رؤى وطنية تضع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في صلب التنمية الاقتصادية.

تغيّر الوظائف: بين الاختفاء والصعود

التطورات التكنولوجية لا تعني بالضرورة اختفاء الصناعات بالكامل، بل تعني إعادة تشكيلها جذرياً. وقدّم مثالاً حياً بالبنوك: لم تختفِ الخدمات البنكية، لكنها انتقلت بالكامل إلى الهواتف الذكية، فيما تحوّل موظفو الفروع التقليدية إلى متخصصين في الأمن السيبراني وخدمة العملاء الرقمية.

وشدد رجب على أن "الاختفاء" يعني عملياً استبدال العمالة التقليدية بمهارات جديدة قادرة على التعامل مع الذكاء الاصطناعي، مع خلق فرص ضخمة في قطاعات تحتاج إلى مهارات حاسمة، أبرزها:

تحليل البيانات وعلوم الأمن السيبراني.

التعلم العميق والبرمجة المتقدمة.

ويرى رجب أن الشباب العربي يقف اليوم أمام لحظة فارقة: إما أن يصبحوا جزءاً فاعلاً من هذه الثورة التكنولوجية أو يواجهوا خطر التهميش في سوق العمل المستقبلي.