قتلى في محاولة اقتحام الدرك الملكي.. تصعيد خطير في المغرب


الجريدة العقارية الخميس 02 أكتوبر 2025 | 05:35 صباحاً
تظاهرات المغرب
تظاهرات المغرب
مصطفى عبدالله

شهدت مدن مغربية عدة لليوم الخامس على التوالي تظاهرات غاضبة نظمتها حركة "جيل زد 212" الشبابية، بعد أن سمحت بها السلطات لأول مرة.

وقد جرت غالبية هذه التجمعات بهدوء، باستثناء عدد قليل تخللته أعمال شغب وعنف. وشهدت بعض المناطق موجة شرسة ومحاولة اقتحام لمقر الدرك الملكي، مما اضطر القوات الأمنية إلى استعمال السلاح، وهو ما أسفر عن سقوط قتلى.

الشعارات والمطالب في المدن الكبرى

تجمّع بضع مئات من المتظاهرين، غالبيتهم من الشباب، في كل من الدار البيضاء وفاس وطنجة وتطوان ووجدة. وأطلق المتظاهرون شعارات تدعو إلى تحقيق "العدالة الاجتماعية" و"إسقاط الفساد".

وفيما دعا آخرون إلى "رحيل" رئيس الوزراء عزيز أخنوش، وفق فيديوهات مباشرة بثّتها وسائل إعلام محلية، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس".

تُعدّ هذه هي المرة الأولى التي تسمح فيها السلطات لناشطي هذه الحركة بالتجمّع منذ يوم السبت، بعد أعمال عنف وصدامات شهدتها بعض المدن في الأيام الماضية.

التصعيد الخطير وعنف المتظاهرين

لم تجر المظاهرات كلها بهدوء، إذ شهدت بعض المدن أعمال شغب وتخريب.

ففي مدينة سلا قرب الرباط، أضرم ملثّمون النار في سيارتين للشرطة وكذلك في محيط وكالة مصرفية، بعيداً عن الحي الذي دعت الحركة للتظاهر فيه.

أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، رشيد الخلفي، أمس الأربعاء، أن بعض التظاهرات تخللها "تصعيد خطير مسّ بالأمن والنظام العامين".

وأوضح أن التجمعات تحولت إلى تجمهرات عنيفة استُخدمت فيها "أسلحة بيضاء وزجاجات حارقة والرشق بالحجارة".

حصيلة الخسائر الأمنية والاعتقالات

أوضح "الخلفي" أن أعمال الشغب تسببت حتى ليل الثلاثاء في:

إصابة 263 عنصراً من القوات العمومية بجروح متفاوتة الخطورة.

إصابة 23 شخصاً آخرين من بينهم حالة استدعت الخضوع للمتابعة الطبية.

وضع 409 أشخاص رهن الحراسة النظرية، بينما أُطلق سراح متظاهرين آخرين بعد التحقق من هوياتهم.

أكد الناطق أن محتجين "اقتحموا عدداً من الإدارات والمؤسسات والوكالات البنكية والمحلات التجارية وقاموا بأعمال نهب وتخريب بداخلها"، وذلك في إنزكان وآيت عميرة وتيزنيت ضواحي أغادير.

أُشير إلى إضرام النار وإلحاق أضرار بـ 142 عربة للقوات العمومية و20 سيارة خصوصية.

وفي السياق القضائي، قررت النيابة العامة في الرباط ملاحقة مجموعة جديدة من 97 شخصاً، بينما أُخلي سبيل 26 آخرين، وفق ما أفادت محاميتهم سعاد براهمة.

اقتحام الدرك الملكي واستعمال السلاح الحي

أفادت سلطات بلدة القليعة بضواحي أغادير بأن عناصر من الدرك الملكي اضطروا إلى استعمال السلاح "دفاعاً عن النفس" لصد هجوم مسلح ومحاولة اقتحام لأحد مراكزهم.

قامت مجموعات من الأشخاص بعمليات عنف وشغب، حيث رشقوا المركز بالحجارة واقتحموه في محاولة للاستيلاء على الذخائر والأسلحة والعتاد التابعة لرجال الدرك.

وأسفرت المواجهات عن مقتل شخصين متأثرين بإصابتهما بأعيرة نارية، وإصابة آخرين، بحسب ما أورده موقع "هسبريس" المغربي.

وأوضحت السلطات أن العناصر الأمنية حاولت في البداية صد المهاجمين باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، لكن المجموعات عادت مدعمة بأعداد أكبر و"مدججين بأسلحة بيضاء"، ليتمكنوا من اقتحام المركز فعلياً.

ونتيجة للهجوم، تم الاستيلاء على سيارة وأربع دراجات نارية تابعة لمصالح الدرك، وإضرام النار في المركبة وجزء من مبنى المركز، إلى جانب الشروع في محاولة نهب أسلحة وذخائر المركز.

وأكد البيان أن استخدام العناصر لأسلحتها جاء "أمام هذا المعطى الخطير" وفي إطار "الدفاع الشرعي عن النفس" لصد المهاجمين.