تراجع أسعار النفط عالميًا بفعل مخاوف فائض المعروض وزيادة إنتاج أوبك+

انخفضت أسعار النفط العالمية، اليوم الثلاثاء، وسط مخاوف متزايدة في الأسواق من فائض محتمل في المعروض العالمي، وذلك في ظل التوقعات بإقدام تحالف أوبك+ على زيادة جديدة في الإنتاج، إلى جانب استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق عبر تركيا بعد توقف دام أكثر من عامين.

أسعار النفط العالمية

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت للتسليم في نوفمبر، والتي تنتهي اليوم، بمقدار 70 سنتًا أو ما يعادل 1%، لتسجل 67.27 دولارًا للبرميل، كما تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 81 سنتًا أو بنسبة 1.3%، ليصل إلى 62.64 دولارًا للبرميل.

وتأتي هذه التراجعات استكمالًا لخسائر جلسة الاثنين، حيث هبط كل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 3%، في أكبر انخفاض يومي لهما منذ الأول من أغسطس، نتيجة ضغوط بيعية متزايدة عقب أنباء عن نية التحالف النفطي رفع إنتاجه مجددًا، واستئناف صادرات الخام من إقليم كردستان العراق.

وقال تاماس فارجا، المحلل في شركة "PVM"، إن "ضغوط البيع اشتدت بعد أن ألمحت مصادر داخل أوبك+ إلى زيادة أخرى في الإنتاج، بالتزامن مع انخفاض الأسعار بعد استئناف صادرات النفط الخام من إقليم كردستان العراق عبر تركيا".

زيادة إنتاج النفط

كشفت ثلاثة مصادر مطلعة على محادثات التحالف أن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، بما في ذلك روسيا، من المرجح أن يوافقوا خلال اجتماعهم المرتقب يوم الأحد على زيادة جديدة في إنتاج النفط بنحو 137 ألف برميل يوميًا على الأقل، في إطار مساعيهم لموازنة السوق العالمية في ظل تقلبات الطلب، وفقًا لوكالة رويترز.

وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة النفط العراقية أن النفط الخام بدأ بالتدفق يوم السبت عبر خط أنابيب من إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال العراق إلى تركيا، للمرة الأولى منذ أكثر من عامين ونصف، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق مؤقت أنهى حالة الجمود السابقة.

ولا تزال الأسواق في حالة حذر خلال الأسابيع الأخيرة، مع محاولتها الموازنة بين المخاطر المتعلقة بالإمدادات، الناجمة بشكل رئيسي عن هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية على المصافي الروسية، وبين التوقعات بزيادة المعروض وضعف الطلب العالمي في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي.

حركة الشحن عبر قناة السويس

في سياق متصل، أشار فارجا من "PVM" إلى أن السيناريو المثالي في الوقت الراهن هو أن تعود حركة الشحن عبر قناة السويس إلى طبيعتها بعد التوصل إلى اتفاق سلام في غزة، موضحًا أن ذلك من شأنه أن يزيل جزءًا كبيرًا من علاوة المخاطر الجيوسياسية التي تؤثر على أسعار النفط.

ولفت محللون في بنك "ANZ" في مذكرة بحثية صادرة اليوم الثلاثاء، إلى أن المخاوف المتزايدة بشأن إغلاق محتمل للحكومة الأمريكية ساهمت أيضًا في تعزيز المشاعر السلبية في السوق، لما قد يترتب على ذلك من تأثيرات على الطلب الأمريكي على الطاقة خلال الفترة المقبلة.

وتأتي هذه التطورات بينما تستمر الأسواق في مراقبة المستجدات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إلى جانب المفاوضات الجارية بشأن مبادرة السلام التي تدعمها الولايات المتحدة في غزة، والتي حصلت على دعم من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط حالة من عدم اليقين بشأن موقف حركة حماس.