ضغوط على أسعار نفط الشرق الأوسط بسبب مخاوف المعروض وتراجع الطلب الصيني


الجريدة العقارية الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 | 03:37 مساءً
محمد عاطف

تتعرض أسعار النفط الخام في الشرق الأوسط لضغوط متزايدة نتيجة تزايد القلق من فائض محتمل في الإمدادات، بالتزامن مع استمرار تحالف "أوبك+" في سياسة رفع الإنتاج التدريجي، وتراجع الطلب من جانب المصافي الصينية، أحد أبرز مستهلكي النفط في العالم.

خام "مربان" يسجل تراجعًا في الفارق الزمني بين العقود

انخفض الفارق بين العقود الآجلة القصيرة الأجل لخام مربان، النفط القياسي لأبوظبي، ليصل إلى ما يُعرف بـ"حالة الكونتانجو" (Contango) – وهو نمط سعري يشير عادةً إلى زيادة المعروض مقارنة بالطلب الفوري.

يُعد هذا التطور الأكبر من نوعه لهذا الخام منذ بداية العام، باستثناء التغيرات المرتبطة بانتهاء العقود.

خصومات في التسعير الفعلي تعكس تراجعاً في الطلب

عكست الصفقات الفعلية حالة السوق الضعيفة، إذ جرى بيع شحنات من خام زاكوم العلوي للتحميل في ديسمبر بخصم يصل إلى 20 سنتًا للبرميل دون السعر الرسمي، مقارنةً بخصم 10 سنتات فقط في الأسبوع السابق. وهذا يُبرز زيادة المنافسة بين الموردين مع تراجع شهية المشترين.

"أوبك+" ماضية في إعادة الإمدادات رغم تحذيرات من فائض محتمل

يتجه تحالف "أوبك+" إلى زيادة الإنتاج في نوفمبر، ضمن خطة لإعادة الإمدادات تدريجياً إلى السوق. ومع أن بعض المؤسسات مثل وكالة الطاقة الدولية وبنوك "وول ستريت" حذّرت من حدوث تخمة محتملة، إلا أن الدول الأعضاء تواصل تنفيذ استراتيجيتها لاستعادة الحصة السوقية المفقودة.

وقد انعكس ذلك على الأسواق، حيث انخفضت أسعار العقود الآجلة لكل من برنت وغرب تكساس الوسيط بأكثر من 3%.

توازن هش بين الباكورديشن والكونتانجو

رغم الأجواء السلبية، لا تزال هناك إشارات على قوة نسبية في السوق، حيث استقر الفارق بين أسعار خامي مربان وعُمان للعقود الأبعد (شهرين أو ثلاثة) ضمن نمط باكورديشن (Backwardation) – أي تسعير العقود القريبة أعلى من البعيدة، ما يعكس طلباً قوياً نسبياً على المدى القصير.

لكن في المقابل، يُظهر التراجع في عقود الشهر التالي ضعفاً في السيولة والثقة في المدى القريب.

ارتفاع في حجم "النفط العائم" يثير المخاوف

بلغت كمية النفط المخزن في البحر أو قيد الشحن نحو 170 مليون برميل، وهو رقم أعلى من المعتاد لهذه الفترة من العام.

يُفترض أن ينخفض هذا الرقم مع اقتراب نهاية الربع الثالث، لكنه يشهد اتجاهاً تصاعدياً بدلاً من ذلك، ما يُشير إلى تشبع الأسواق المعتمدة على الشحن البحري، بحسب بريان ليسن، المحلل في "RBC كابيتال ماركتس".

الصين لم تعد "صمام الأمان" للفائض

لم تعد الصين، التي طالما اعتُبرت "العميل المفضل" لنفط الشرق الأوسط، قادرة على امتصاص الفائض كما في السابق، نتيجة:

تأخر تخصيص حصص الاستيراد لشركات التكرير الخاصة.

تراجع الطلب بسبب الصيانة الدورية في المصافي.

توقف بعض الشركات عن شراء كميات استراتيجية.

هذه العوامل قللت من قدرة السوق الصيني على التخفيف من التخمة المحتملة في العرض.

ضغط تنافسي من نفط الولايات المتحدة في آسيا

تواجه صادرات نفط الشرق الأوسط منافسة قوية في الأسواق الآسيوية، خصوصاً مع دخول كميات كبيرة من النفط الأميركي إلى المنطقة.

هذا الواقع خلق بيئة من الضغط السعري وتراكم الشحنات، ما يرفع التوقعات بأن تنتهي دورة التداول الحالية بوجود إمدادات غير مباعة، وفقاً لما ذكره متعاملون في السوق.