تراجع الدولار الأمريكي وسط مخاوف من إغلاق حكومي في الولايات المتحدة


الجريدة العقارية الاثنين 29 سبتمبر 2025 | 04:31 مساءً
الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي
محمد شوشة

تراجع الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم الإثنين، متأثرًا بمخاوف من احتمال إغلاق جزئي للحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة، فيما واصل الين الياباني مكاسبه مقابل العملة الأمريكية واليورو، قبيل صدور حزمة من البيانات الاقتصادية التي قد تحدد ملامح السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي.

وسجّل مؤشر الدولار انخفاضًا بنسبة 0.14% ليصل إلى 90.04 نقطة، بعد أن كان قد ارتفع بنسبة 0.5% الأسبوع الماضي مدعومًا ببيانات اقتصادية قوية خفّضت من رهانات السوق على خفض وشيك في أسعار الفائدة.

وبحسب بيانات التداول، يقوم المستثمرون حاليًا بتسعير نحو 40 نقطة أساس من التيسير النقدي من جانب الفيدرالي بحلول ديسمبر المقبل، و105 نقاط أساس إجمالًا بنهاية عام 2026، وهو ما يقل بنحو 25 نقطة أساس عن مستويات منتصف سبتمبر.

إغلاق حكومي محتمل يهدد الأسواق

تزايدت المخاوف في الأسواق مع اقتراب مهلة تمرير قانون تمويل الحكومة الأمريكية قبل نهاية السنة المالية الجارية يوم غد الثلاثاء، ما يثير احتمالات دخول بعض المؤسسات الفيدرالية في حالة إغلاق جزئي اعتبارًا من الأربعاء المقبل، وهو اليوم الأول من السنة المالية الجديدة 2026.

ويرى محللون أن مثل هذه التطورات تضغط عادة على الدولار قبيل الإغلاق، قبل أن يستعيد زخمه لاحقًا مع التوصل إلى اتفاق داخل الكونجرس، مشيرين إلى أن الأزمة المحتملة تمثل رياحًا معاكسة جديدة أمام سوق العمل الأمريكي.

وقد يؤثر الإغلاق أيضًا على تقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر صدوره الجمعة، إضافة إلى تأجيل نشر بيانات اقتصادية أخرى تشمل فرص العمل، وكشوف المرتبات الخاصة، ومؤشر مديري المشتريات الصناعي (ISM).

وقال ديفيد آدامز، رئيس استراتيجية العملات لمجموعة العشرة في "مورجان ستانلي"، إن تحوّل اهتمام الفيدرالي من التضخم نحو دعم سوق العمل يشير إلى دورة أسرع من تخفيضات أسعار الفائدة، ما يعزز من اتجاه الدولار الهابط على المدى المتوسط رغم مخاطر التضخم الأعلى من المتوقع.

معركة قضائية تهدد استقلالية الفيدرالي

يترقب المستثمرون تطورات المعركة القانونية المتعلقة بإقالة ليزا كوك، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، بعد طلب إدارة الرئيس دونالد ترامب من المحكمة العليا السماح له بإقالتها، في خطوة يرى محللون أنها تمثل تهديدًا لاستقلالية البنك المركزي الأمريكي، وقد تُضعف ثقة الأسواق في الدولار.

تحركات العملات

وفي أسواق الصرف، ارتفع اليورو بنسبة 0.11% إلى 1.1713 دولار، وصعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.18% إلى 1.3425 دولار، بينما تراجع الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 0.5% ليصل إلى 148.77 ينًا، بعد مكاسب تجاوزت 1% الأسبوع الماضي.

ويرى محللون أن اختلاف توقعات أسعار الفائدة بين الفيدرالي وبنك اليابان سيبقى عاملًا حاسمًا في حركة العملات خلال الفترة المقبلة، خاصة مع مؤشرات على توجه أكثر تشددًا من جانب البنك المركزي الياباني.

وقال موهيت كومار، كبير الاقتصاديين لدى "جيفريز"، إن مؤسسته تفضل المراكز القصيرة على زوج الدولار/ين، متوقعًا مزيدًا من الرفع في أسعار الفائدة اليابانية، مضيفًا أن بعض الدول الآسيوية قد تسمح بارتفاع عملاتها في إطار مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة.

أما الدولار الأسترالي، فارتفع بنسبة 0.22% إلى 0.6561 دولار، قبيل إعلان بنك الاحتياطي الأسترالي قراره بشأن الفائدة يوم الثلاثاء، وسط توقعات بالإبقاء على المستويات الحالية دون تغيير.