في أول ظهور إعلامي له بعد توليه منصب نائب رئيس البورصة المصرية، حل محمد صبري ضيفًا على شاشة "CNBC Arabia" في حوار تناول أبرز رسائل الإدارة الجديدة للسوق والشركات والمستثمرين، إضافة إلى خطط تطوير أدوات وآليات التداول.
وأكد صبري، أن الإدارة الجديدة تعتمد نهج الحوار مع كافة أطراف السوق قبل اتخاذ أي قرارات، مشددًا على أنه لن يكون هناك قرارات مفاجئة أو تدخل في آليات العرض والطلب إلا في حالات التلاعب الواضحة، حيث يتم الاكتفاء بتحييد أثر العمليات المخالفة دون إلغائها، وذلك بالتنسيق مع هيئة الرقابة المالية، بما يضمن عدم الإضرار بباقي المتعاملين أو التأثير على أسعار الأوراق المالية.
وفيما يتعلق بإجراءات القيد والرقابة، أوضح نائب رئيس البورصة المصرية، أن البورصة تتبع أسلوبًا أكثر صرامة، حيث يتم إجراء تفتيش ميداني على الشركات الجديدة للتأكد من وجودها الفعلي ومطابقة بياناتها للقوائم المالية المقدمة، مما يمنح المستثمرين الطمأنينة ويعزز الثقة بالسوق.
كما أشار إلى أن متابعة الإفصاحات والبيانات المالية للشركات المقيدة تتم بشكل دقيق لضمان الشفافية.
وعن دور الرقابة في مواجهة التلاعب، أشاد صبري، بخطوة هيئة الرقابة المالية في الإعلان عن أسماء المتلاعبين الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية، واعتبرها "حركة جريئة وغير مسبوقة" تعزز الثقة وتساعد المستثمرين على تمييز الجهات الموثوقة من غيرها.
وفي جانب تطوير أدوات السوق، كشف نائب رئيس البورصة، أن تفعيل آلية الشورت سيلينج بات قريبًا بعد اجتماعات مكثفة مع مصر المقاصة وهيئة الرقابة المالية، مؤكدًا أن هذه الأداة ستساهم في موازنة حركة السوق وتمكين المستثمرين من الاستفادة سواء في حالات الصعود أو الهبوط.
وأوضح أن التطبيق سيبدأ تدريجيًا على عدد محدود من الشركات مع تكثيف التوعية للمستثمرين، مشيرًا إلى قرب صدور قرارات تفعيل صانع السوق خلال أسابيع، بينما يُنتظر إطلاق المشتقات خلال نحو ستة أشهر بعد الانتهاء من القواعد التنظيمية.
وكشف صبري، أن البورصة تعاقدت على نظام تداول جديد قادر على استيعاب الأدوات المالية الحديثة، بما فيها المشتقات وسوق الكربون، وهو ما يمثل نقلة نوعية للسوق المصري. وفيما يخص جانب العرض، أوضح أن الإدارة تعمل على تشجيع الشركات الكبرى والعائلية والحكومية على القيد والطرح من خلال خطط وحوافز، مع الالتزام بالتأكد من جودة الشركات حفاظًا على حقوق المستثمرين.
أما على جانب الطلب، فأكد صبري، أن البورصة تركز على استقطاب شرائح جديدة من المتعاملين، خصوصًا الشباب، عبر برامج توعية وجولات بالجامعات ومبادرات مثل "EGX Talk"، لشرح أهمية الاستثمار في البورصة وإبراز عوائد الاستثمار طويلة الأجل. وضرب مثالًا بأن استثمارًا شهريًا منتظمًا منذ عام 1998 في مؤشر EGX30 كان سيحقق عوائد تتجاوز 8 ملايين جنيه عند إضافة التوزيعات النقدية.
وفيما يتعلق بسوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة (نايلكس)، أوضح صبري، أن هناك خطة لدعم الشركات وتشجيعها على زيادة رؤوس أموالها للانتقال إلى السوق الرئيسي، مع التركيز على فلترة الشركات غير الجادة لضمان جودة الأوراق المطروحة، مؤكدًا أن الهدف ليس زيادة عدد الشركات فقط، بل ضمان جودة الشركات المقيدة.
واختتم نائب رئيس البورصة المصرية، حديثه بالتأكيد على أن الإدارة الجديدة تسعى لتحقيق توازن بين استقطاب شركات جديدة للسوق وحماية المستثمرين، من خلال التحقق من جدية وجودة الشركات والعمل على تطوير الأدوات والآليات التي ترفع كفاءة السوق وتزيد من جاذبيته محليًا ودوليًا.