حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، من التداعيات الخطيرة لزيادة كميات المياه المتدفقة من بحيرة سد النهضة الإثيوبي باتجاه دولتي المصب، مصر والسودان، مشيرًا إلى أن التأثير المباشر يظهر بشكل أكبر في السودان نتيجة ضعف البنية التحتية المائية مقارنة بمصر.
وأوضح شراقي أن المياه المتدفقة حاليًا من سد النهضة لن تؤثر على السد العالي في مصر، حتى في حال تضاعفت كمياتها، نظرًا لقدرة السد وبوابات التصريف على استيعاب أي كميات إضافية من المياه. وأكد أن التصميمات الهندسية المتطورة للسد العالي تمنحه ميزة التحكم في تدفقات المياه بكفاءة عالية، وهو ما يحمي مصر من أي مخاطر آنية مرتبطة بزيادة التصريفات.
السودان في دائرة الخطر
وأشار الخبير الجيولوجي إلى أن الضرر الأكبر يقع على السودان، حيث أن السدود السودانية صغيرة الحجم ولا تمتلك التجهيزات الهندسية الكافية لمواجهة مثل هذه الكميات الضخمة من المياه، ما قد يعرض بعضها لخطر الانهيار.
وأضاف أن إدارة سد النهضة تعاني من حالة تخبط واضحة، حيث أدى الملء الكامل للبحيرة في سبتمبر من العام الماضي، إلى جانب ضعف تشغيل التوربينات وعدم التصريف التدريجي للمياه قبل موسم الفيضان، إلى استقبال فيضان هذا العام والبحيرة ممتلئة، وهو ما ساهم في تضاعف الضغوط على دول المصب.
تحذيرات رسمية في السودان
من جانبها، أصدرت وزارة الزراعة والري السودانية تنويهًا عاجلًا أمس الخميس 25 سبتمبر 2025، حذرت فيه المواطنين القاطنين على ضفاف نهر النيل من تضاعف كميات المياه المتدفقة من سد النهضة. وأوضحت الوزارة أن حجم التصريف بلغ نحو 635 مليون متر مكعب يوميًا، وهو ما يقارب ضعف المعدل المعتاد في مثل هذا التوقيت من العام (350 مليون متر مكعب).
وأكدت الوزارة أن منسوب النيل الأزرق في الخرطوم تجاوز مستوى الفيضان البالغ 16.5 مترًا، حيث سجل أمس 16.64 مترًا، وسط توقعات بارتفاعه اليوم إلى نحو 16.80 مترًا، وهو ما يعزز المخاوف من فيضانات جديدة قد تهدد مناطق واسعة.