أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، يوم الخميس، أن المملكة العربية السعودية ستقدم دعماً مالياً مباشراً بقيمة 90 مليون دولار أميركي للسلطة الفلسطينية، في خطوة تعكس التزام الرياض المتواصل بدعم القضية الفلسطينية.
إجماع دولي على إنهاء الاحتلال
وخلال إحاطة صحفية على هامش اجتماعات الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80 بمدينة نيويورك، أوضح بن فرحان أن إعلان نيويورك يمثل إجماعاً دولياً غير مسبوق على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والتأكيد على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة.
اعتراف دولي متنامٍ بدولة فلسطين
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين ارتفع إلى 159 دولة، وهو ما يشكل أغلبية ساحقة من عضوية الأمم المتحدة، مؤكداً أن الاعتراف الدولي يرسخ حقيقة لا رجعة فيها نحو تجسيد الدولة الفلسطينية بإرادة متنامية.
مؤتمر حل الدولتين وخطة التنفيذ
ولفت بن فرحان إلى أن مؤتمر حل الدولتين، الذي انعقد في 22 سبتمبر 2025، ركز على تحويل إعلان نيويورك وموجة الاعترافات التاريخية إلى خطة تنفيذية بجدول زمني واضح وآلية متابعة عملية، تشمل وقف الحرب فوراً، وضمان وحدة الأرض الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مع تمكين السلطة الفلسطينية من القيام بمسؤولياتها الكاملة.
موقف السعودية الثابت
وشدد الوزير السعودي على أن بلاده ستواصل، انطلاقاً من مسؤولياتها العربية والإسلامية والدولية، العمل مع الشركاء الدوليين لضمان أن يقود هذا المسار إلى سلام عادل ودائم يحقق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
أولوية إنهاء الحرب في غزة
وأكد بن فرحان أن المقترح الأميركي الحالي يركز بشكل أساسي على وقف الحرب في قطاع غزة، موضحاً أن هذه الخطوة يجب أن تكون في صدارة الجهود الدولية باعتبارها مدخلاً ضرورياً لتحقيق سلام شامل. كما بيّن أن السعودية منخرطة بشكل وثيق مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى حلول عملية تنهي معاناة الشعب الفلسطيني.
تحذيرات من ضم الضفة الغربية
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن الدول العربية والإسلامية شددت على الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضرورة تجنب ضم أي جزء من الضفة الغربية، محذراً من أن هذه الخطوة لا تشكل خطراً على غزة فحسب، بل تهدد إمكانية تحقيق سلام مستدام في المنطقة بأكملها.
رؤية مشتركة للحل الشامل
وختم بن فرحان تصريحاته بالتأكيد على أن الولايات المتحدة تدرك تعقيدات المشهد الإقليمي، وأن أي حل شامل يتطلب تفادي خطوات أحادية مثل الضم، مشيراً إلى أن الرئيس ترامب يعي تماماً مخاطر ذلك، وأن الجهود الحالية تسعى لتهيئة الأرضية لسلام عادل يقوم على حل الدولتين.