أعلنت شركة الطاقة البريطانية (BP Plc)، أن الطلب العالمي على النفط سيواصل الارتفاع حتى نهاية العقد الحالي، متراجعةً عن تقديراتها السابقة التي رجّحت بلوغ الاستهلاك ذروته بحلول 2025.
وأوضحت الشركة، في تقريرها السنوي "توقعات الطاقة"، أن استمرار النمو في الأسواق الناشئة، وضعف مكاسب كفاءة الطاقة، إلى جانب التوترات الجيوسياسية والاعتماد المتزايد على البتروكيماويات، كلها عوامل تُرجح تأجيل الوصول إلى الذروة لما بعد عام 2030 على الأقل.
الطلب العالمي على النفط
توقعت "بي بي" أن يبلغ الاستهلاك نحو 103.4 مليون برميل يوميًا خلال السنوات الخمس المقبلة، مقارنة بـ102.2 مليون برميل يوميًا في 2025، مشيرة إلى أن تباطؤ التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، عزز عودة شركات النفط الكبرى إلى التركيز على الوقود الأحفوري.
وتواجه الشركة، ضغوطًا من مستثمرين، أبرزهم "إليوت إنفستمنت مانجمنت"، لإعطاء الأولوية للنفط والغاز على حساب استثمارات الطاقة المتجددة.
وقال سبنسر ديل، كبير خبراء الاقتصاد في الشركة، إن ضعف كفاءة الطاقة قد يضيف 6 ملايين برميل يوميًا إلى الطلب بحلول 2035، متوقعًا أن يعود الاستهلاك إلى مستوياته الحالية تقريبًا بحلول ذلك العام، مرجحة أن يصل الطلب في 2050 إلى نحو 83 مليون برميل يوميًا، ارتفاعًا من تقديراتها السابقة البالغة 75 مليون برميل.
ولم تكن "بي بي" وحدها في هذا التوجه؛ إذ تستعد وكالة الطاقة الدولية لإصدار تقرير جديد يتوقع استمرار نمو الطلب على النفط والغاز لما بعد العقد الجاري، وصولاً إلى منتصف القرن.
زيادة استهلاك الطاقة بمراكز البيانات
أبرز تقرير "بي بي" عاملاً جديدًا مؤثرًا يتمثل في زيادة استهلاك الطاقة بمراكز البيانات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، متوقعًا أن تسهم هذه المراكز بما يصل إلى 10% من نمو الطلب العالمي على الكهرباء حتى 2035، وما يقارب 40% من نمو الاستهلاك في الولايات المتحدة، رغم حالة عدم اليقين المرتبطة بالتطور السريع في كفاءة الرقائق وتقنيات التبريد.
وكانت الشركة قد ضخت استثمارات كبيرة في الطاقة المتجددة خلال السنوات الماضية، لكنها تكبدت خسائر أجبرتها على إعادة صياغة استراتيجيتها هذا العام بالتركيز مجدداً على النفط والغاز.
كما أكد التقرير أن الاعتماد على الوقود الحيوي والهيدروجين وتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه سيظل مرهونًا بالسياسات الحكومية، في وقت تخلت فيه "بي بي" و"شل" عن مشاريع لبناء مصانع وقود حيوي في أوروبا.