السودان على حافة الغرق.. تحذيرات عاجلة من ارتفاع منسوب النيل الأزرق لمستوى الفيضان بسبب سد النهضة


الجريدة العقارية الخميس 25 سبتمبر 2025 | 03:28 مساءً
سد النهضة
سد النهضة
إيهاب زيدان

في ظل استمرار مماطلة إثيوبيا في التوصل لاتفاق قانوني ملزم لتشغيل سد النهضة، كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، عن تنويه وتحذيرات أطلقتها وزارة الزراعة والري السودانية بشكل مستمر.

تحذيرات من خطر سد النهضة

التحذيرات وجهتها الوزارة بحسب شراقي، لجميع السودانيين على ضفاف النيل الأزرق، من سد الروصيرص وحتى الخرطوم، وسد مروي، الأقرب لمصر؛ بسبب زيادة منسوب مياه النيل، والخوف من فيضانات جارفة في السودان.

السودان تحذر السكان من فيضانات النيل الأزرق

وأكد الدكتور عباس شراقي أن وزارة الزراعة والري السودانية حذرت، اليوم الخميس 25 سبتمبر، جميع مواطنيها على ضفاف النيل، من زيادة منسوب مياه النيل، بسبب تصريف سد النهضة، والتي بلغت ضعف منسوب المياه المعتادة، حيث تعدى ارتفاع مستوى النيل الأزرق، أمس، عند الخرطوم مستوى الفيضان.

وقال الدكتور عباس شراقي عن سر تحذيرات السودان للمواطنين على ضفاف النيل: " تحذيرات مستمرة من فيضان النيل الأزرق: أعلنت وزارة الزراعة والري السودانية تنـويه آخر اليوم 25 سبتمبر 2025 لجميع المواطنين على ضفاف نهر النيل، بسبب تصريف سد النهضة".

ارتفاع منسوب مياه النيل الأزرق في السودان

وبالنسبة لارتفاع منسوب مياه النيل الأزرق في السودان، قال شراقي إن ارتفاع النيل الأزرق: "تقريبا ضعف المعتاد 635 مليون م3 فى حين أن المتوسط فى مثل هذا الوقت نهاية سبتمبر 350 مليون م3. تعدى أمس مستوى النيل الأزرق عند الخرطوم مستوى الفيضان (16.5 م) حيث وصل إلى 16.64 م والمتوقع اليوم أن يصل 16.80 م".

زيادة تفريغ بحيرة سد النهضة يهدد السودان

وكان الدكتور عباس شراقي قد أشار إلى "زيادة تفريغ بحيرة سد النهضة إلى 635 مليون م3/يوم"، مؤكدًا "أرتفاع منسوب النيل فى السودان وتحذير المواطنين من زيادة التصريف الإجبارى للمياه من بحيرة سد النهضة، مع استمرار الأمطار وتوقف جميع التوربينات".

وأكد الدكتور عباس شراقي أن "نهر النيل واصل ارتفاعه فى الخرطوم أمس 24 سبتمبر 2025، ليسجل رقم هو الأعلى هذا العام بمقدار 16.64 مترًا، متخطيًا منسوب الفيضان 16.50 مترًا، والرقم القياسى المسجل هو 17.66 مترًا فى 6 سبتمبر 2020، نتيجة زيادة المنصرف من سد النهضة الذى بلغ حوالي 635 مليون م3 بزيادة قدرها أكثر من 200 مليون م3 عن معدل الأمطار الحالى".

وأشار الدكتور عباس شراقي إلى "تحذير وزارة الزراعة والري السودانية المواطنين الذين يعيشون على ضفتي النيل الأزرق من الروصيرص حتى الخرطوم وضفتي نهر النيل من الخرطوم وحتى مروي بأن هناك زيادة في المناسيب نتيجة لزيادة الوارد في النيل الأزرق".

تأثير ارتفاع مياه النيل الأزرق على مصر

وأكد الدكتور عباس شراقي أن "ما يحدث فى سد النهضة هو تخبط فى إدارة السد حيث الملء الكامل فى سبتمبر العام الماضى، وعدم تشغيل التوربينات بكفاءة طوال العام مع عدم التصريف التدريجي للمياه قبل موسم الفيضان من خلال بوابات المفيض، حتى لا ينكشف أمر عدم تشغيل التوربينات، مما أدى إلى استقبال الفيضان الجديد والبحيرة ممتلئة وبالتالى كان لابد من فتح 4 بوابات من المفيض العلوي بالاضافة إلى استخدام مفيض الممر الأوسط الذى سوف يتوقف قريبا مع زيادة المنصرف من مخزون البحيرة".

وعن تأثير ارتفاع مناسيب مياه النيل الأزرق على مصر، قال عباس شراقي: "السد العالى جاهز تماما لاستقبال هذه المياه مع مياه النيل الأبيض، وتسجل بحيرة ناصر زيادة تدريجية يومية فى المنسوب رغم الاستخدامات المائية الكبيرة خلال موسم أقصى الاحتياجات الذى أوشك على الانتهاء".

سد النهضة يسبب الفيضانات في السودان

وكشف الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل هاني إبراهيم أن "وزارة الري السودانية تستمر في إطلاق التحذيرات العاجلة من ارتفاع مناسيب النيل خاصة، بسبب تدفقات النيل الأزرق الواردة من السد الإثيوبي، والتي سجلت اليوم 635 مليون متر مكعب".

وأكد الباحث هاني إبراهيم أن "التحذيرات موجهة لغالبية ولايات السودان، بطول امتداد النيل الأزرق، وصولًا إلى الولاية الشمالية، وبالتزامن مع اكتمال ملء خزان جبل الأولياء أيضًا، وهو أمر له أضرار على الخرطوم التي وصلت لمنسوب الفيضان فعليًا".

وقال الباحث في الشأن افريقي هاني إبراهيم: "إطلاق 600 مليون متر مكعب يوميا تعني حد الفيضان الذي يتسبب في أضرار بالسودان".

وأكد هاني إبراهيم أن "المسئول الأول عن تلك التدفقات هو السد الإثيوبي الذي قام بعمل ملء كامل دون حساب لمعدلات الأمطار، التي ارتفعت في الأسبوع الماضي وكان الأفضل تشغيليا أن يتم التوقف عند سعة 66 مليارا وليس الوصول إلى ما يعد حيز التعامل مع الفيضانات".