أكد الدكتور عبد الوهاب غنيم، نائب رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، أن الذكاء الاصطناعي يمثل العمود الفقري للتحول نحو الاقتصاد الرقمي ومحركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي العالمي، مشيرًا إلى أن مساهمته المتوقعة عالميًا قد تبلغ نحو 13 تريليون دولار بحلول 2030.
وأوضح غنيم في لقاء مع قناة إكسترا نيوز، أن إعلان وزارة الاتصالات استهداف رفع مساهمة الذكاء الاصطناعي إلى 7.7% من الناتج المحلي الإجمالي خلال خمس سنوات يعد رؤية طموحة وقابلة للتحقيق، خاصة بعد نجاح الدولة في تطوير البنية التحتية الرقمية وزيادة سرعة الإنترنت من 5 إلى 80 ميجابت/ثانية، لتصبح مصر الأولى إفريقيًا في الإنترنت الثابت.
وأضاف أن هذه الخطوات جذبت استثمارات كبرى في مراكز البيانات والتعهيد، ورفعت مساهمة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى نحو 6% من الناتج المحلي مع توقعات بالوصول إلى 8%. كما لفت إلى أن العام الماضي وحده شهد تدفقات بنحو 4.5 مليار دولار من هذه الصناعة.
وأشار إلى أن مصر قطعت شوطًا مهمًا عبر المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي والاستراتيجية الوطنية التي دخلت نسختها الثانية، والتي تركز على الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطبيقاته في الصحة والتعليم والصناعة والزراعة.
وفيما يخص الصناعة، كشف غنيم عن وجود 14 مصنعًا للهواتف المحمولة في مصر، بينها أربعة من أكبر خمس شركات عالمية، أنتجت 3.5 مليون جهاز حتى الآن مع توقع الوصول إلى 9 ملايين جهاز بنهاية 2025، تمهيدًا للتصدير الإقليمي والدولي. كما أشار إلى أن مصر تمتلك موارد استراتيجية مثل الرمال البيضاء الغنية بالسيليكا، ما يعزز قدرتها على الدخول في صناعة الرقائق الإلكترونية التي تعد محور التنافس العالمي بين الولايات المتحدة والصين.
وشدد غنيم على أن الحكومة تستهدف إعداد 30 ألف متخصص في تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدعم توطين الصناعة وجذب الاستثمارات. كما أكد أهمية حوكمة استخدامات الذكاء الاصطناعي للحد من مخاطره، في ظل تسابق الشركات العالمية لإنشاء مراكزها البحثية في مصر.
وختم بأن التحدي الأبرز لتحقيق المستهدفات هو تسريع التحول من الاقتصاد التقليدي إلى الرقمي في مختلف القطاعات، مع رفع الوعي الرقمي لدى المواطنين وتعميق الصناعات التكنولوجية، معتبرًا أن السنوات المقبلة تحمل مؤشرات إيجابية لمصر لتصبح مركزًا إقليميًا رائدًا في الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.