يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الخميس، في محادثات رسمية تهدف إلى إبراز قوة العلاقات بين واشنطن ولندن عبر ملفات الاستثمار والتعاون الدولي، بعيدًا عن الأزمات السياسية التي تطغى على الساحتين الداخلية والأوروبية.
ترامب وستارمر يعلنان استثمارات جديدة بين البلدين
وجاء اللقاء غداة مراسم احتفالية استثنائية شملت جولة للرئيس الأميركي في عربة ملكية إلى جانب الملك تشارلز الثالث، وحضوره مأدبة عشاء رسمية في قصر باكنغهام. وخلال المناسبة، أعلنت لندن وواشنطن عن حزمة استثمارات أميركية ضخمة في بريطانيا بقيمة 150 مليار جنيه إسترليني (205 مليارات دولار)، تشمل قطاعات التكنولوجيا والطاقة وعلوم الحياة.
الجزء الأبرز من الاتفاق يخص مجال التكنولوجيا المتقدمة، حيث التزمت شركات كبرى مثل مايكروسوفت وإنفيديا وغوغل وأوبن إيه آي بضخ استثمارات تصل إلى 31 مليار جنيه إسترليني (42 مليار دولار) خلال السنوات المقبلة، في مجالات الذكاء الاصطناعي، الحوسبة الكمية، والطاقة النووية المدنية. ورغم الزخم الاقتصادي، قلّل مسؤولون بريطانيون من احتمال تحقيق اختراق بشأن الرسوم الجمركية الأميركية على واردات الصلب والألمنيوم.
المحادثات تأتي في وقت حساس سياسيًا؛ فستارمر يواجه ضغوطًا داخلية بعد استقالة السفير البريطاني لدى واشنطن بيتر ماندلسون بسبب صلاته بالممول الراحل جيفري إبستين، وهو ملف قد يلقي بظلاله على المؤتمر الصحفي المشترك، خصوصًا أن علاقات ترامب السابقة بإبستين لا تزال محط تدقيق إعلامي.
على الصعيد الدولي، يسعى ستارمر إلى دفع واشنطن نحو موقف أكثر صرامة ضد روسيا في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، بينما يربط ترامب فرض عقوبات مشددة بوقف أوروبا استيراد النفط الروسي. أما في الشرق الأوسط، فيتوقع أن يثير ستارمر ملف الهجوم الإسرائيلي على غزة، في حين يواصل ترامب دعمه لحكومة بنيامين نتنياهو، رغم تحفظه على بعض الغارات.
ويرى محللون أن أوكرانيا وغزة قد يشكّلان أبرز نقاط الخلاف بين الجانبين، لكنهما سيحرصان على تمرير رسائل إيجابية بشأن الاستثمارات وتجديد ما يُعرف بـ"العلاقة الخاصة".
تأتي هذه الزيارة بعد نحو تسعة أشهر من فوز ترامب بولاية ثانية غير مسبوقة، إذ يسعى لتأكيد موقعه على الساحة الدولية رغم تحديات داخلية، فيما يأمل ستارمر أن تعزز اللقاءات مع واشنطن صورته الخارجية وتمنحه دفعة سياسية على الساحة المحلية.