مصر تتمسك بحقوقها المائية.. مدبولي: سد النهضة قضية وجودية ولا مجال للتهاون في حماية نهر النيل


الجريدة العقارية الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 | 10:51 مساءً
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء
محمد شوشة

تناول الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء عدة ملفات مهمة، جاء في مقدمتها قضية سد النهضة، مؤكدًا أن قضية المياه بالنسبة لمصر هي قضية وجودية لا تقبل المساومة.

جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي عقدها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، مع عدد من رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية.

وأوضح مدبولي أن مصر حريصة على التعاون مع دول حوض النيل في إقامة مشروعات تنموية مختلفة، مشددًا على أن الدولة المصرية تدعم أي جهود تنموية في هذه الدول، لكنها في الوقت نفسه لن تتهاون في حماية حقوقها المائية، باعتبار أن نهر النيل يمثل شريان الحياة لمصر التي تعتمد عليه بشكل شبه كامل.

قطاع الزراعة

فيما يتعلق بجهود الدولة في قطاع الزراعة، أوضح رئيس الوزراء أن ما قامت به الدولة في هذا المجال يفوق قدرات القطاع الخاص منفردًا، حيث تولت الحكومة تأهيل مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية الخالية من المرافق والمياه والكهرباء، من خلال إقامة محطات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعي وتوصيلها إلى هذه الأراضي، إلى جانب إنشاء محطات الكهرباء وشبكات الطرق الممتدة لعشرات الكيلومترات داخل الصحراء.

وأكد أن تكلفة المرافق للفدان الواحد تتراوح بين 200 و300 ألف جنيه، وهو ما يجعل تدخل الدولة ضرورة لا غنى عنها لتوفير الأراضي الزراعية اللازمة لمواجهة الزيادة السكانية.

وأضاف مدبولي أن مصر اليوم تضم خمسة أضعاف عدد السكان مقارنة بما كانت عليه قبل نصف قرن، فيما لم تتغير مساحة الأراضي الزراعية، ما يفرض الحاجة لمضاعفة الرقعة الزراعية الحالية على الأقل، إلى جانب تحسين إنتاجية الفدان من خلال التطور التكنولوجي والتوسع الرأسي.

وأوضح أن الدولة تتحمل الاستثمارات الضخمة اللازمة لتأهيل الأراضي، لتفتح الطريق أمام القطاع الخاص للاستثمار في زراعتها.

النمو السكاني في مصر

في سياق متصل، أشار رئيس الوزراء إلى أن المصريين يعيشون على نحو 5% إلى 6% فقط من مساحة البلاد، وهو ما لا يتناسب مع النمو السكاني المستمر، لافتًا إلى أهمية التوسع في إنشاء مدن جديدة ومناطق تنموية لاستيعاب هذه الزيادة. 

واستشهد بتجربة الدولة في إنشاء المدن الجديدة منذ أواخر السبعينيات، مؤكدًا أنه لولا هذه المدن لواجهت مصر أزمة سكانية خانقة اليوم، مشيرًا إلى مشروعات كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة، التي وصفها بأنها تمثل حاضر السياحة الحقيقي في مصر.