الذهب يكسر حاجز 3700 دولار للأوقية لأول مرة مدفوعًا برهانات خفض الفائدة وضعف الدولار


الجريدة العقارية الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 | 08:29 مساءً
أسعار الذهب العالمية
أسعار الذهب العالمية
محمد شوشة

قفزت أسعار الذهب العالمية إلى مستوى غير مسبوق اليوم الثلاثاء، متجاوزة حاجز 3700 دولار للأوقية للمرة الأولى في تاريخها، مدفوعة بتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، في ظل إقبال واسع على الذهب كملاذ آمن، وضعف العملة الأمريكية، واستمرار مشتريات البنوك المركزية.

أسعار الذهب العالمية

ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.3% ليسجل 3690.59 دولار للأوقية، بعدما لامس مستوى قياسي بلغ 3702.95 دولار في وقت سابق من الجلسة، فيما صعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.2% لتسجل 3727.50 دولار.

وقال زين فودا، المحلل في MarketPulse التابعة لـOANDA: "لا يزال عدم اليقين بشأن النمو العالمي والمخاطر الجيوسياسية يبقي الطلب على الذهب قويًا كملاذ آمن، لكن الارتفاع الحالي تقوده إلى حد كبير توقعات تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي".

ويقوم المتداولون حاليًا بتسعير خفض شبه مؤكد للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نهاية الاجتماع الذي يستمر يومين في 17 و18 سبتمبر، مع احتمالات طفيفة لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، وفقًا لأداة CME FedWatch. 

ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس الإثنين، رئيس الفيدرالي جيروم باول، إلى تبني خفض أكبر للفائدة.

انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية

يؤدي انخفاض أسعار الفائدة عادة إلى تعزيز جاذبية الذهب، باعتباره أصلاً لا يدر عائدًا، لكنه يُعد وسيلة مفضلة للتحوط في أوقات الأزمات الاقتصادية، وقد تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من شهرين أمام سلة من العملات الرئيسية، مما جعل الذهب أقل تكلفة بالنسبة للمستثمرين خارج الولايات المتحدة.

وقال المتداول المستقل تاي وونج: "الذهب يرتفع مدفوعًا بالتراجع الحاد للدولار، الذي وصل إلى أدنى مستوى له منذ يوليو، لكن الحذر لا يزال حاضرًا قبيل القرار المصيري الذي سيتخذه الفيدرالي غدًا، وبالتالي قد نشهد بعض عمليات جني الأرباح".

ومنذ بداية العام، ارتفع الذهب بنحو 41%، بعدما تجاوز 3600 دولار للأوقية في 8 سبتمبر الجاري، مدعومًا بعمليات شراء متواصلة من البنوك المركزية، وتزايد التدفقات نحو الملاذات الآمنة، إلى جانب تحول عالمي متنامٍ بعيدًا عن الدولار الأمريكي الذي يعاني من ضغوط متزايدة.

وكان الذهب قد صعد بنسبة 27% في عام 2024، وكسر حاجز 3000 دولار لأول مرة في مارس الماضي، مدفوعًا بمخاوف من السياسات التجارية لإدارة ترامب.

وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة الفورية 0.2% إلى 42.64 دولار للأوقية بعد أن سجلت في وقت سابق أعلى مستوى لها منذ سبتمبر 2011، كما هبط البلاتين 0.5% إلى 1394 دولارًا للأوقية، بينما خسر البلاديوم 0.5% ليصل إلى 1178.14 دولارًا.