بعد عقود من رفض عروض الاستحواذ حفاظًا على استقلالية علامته، يبدو أن دار الأزياء الإيطالية الشهيرة جورجيو أرماني تشهد تحولًا استراتيجيًا لافتًا، مع فتح الباب أمام استحواذ محتمل من إحدى الشركات الكبرى، في خطوة تعكس تغيرًا في توجهات السوق وسعي العلامة نحو ضمان الاستدامة وسط ركود نسبي يمر به قطاع المنتجات الفاخرة عالميًا.
وبحسب تقرير لـ العربية، قال خبراء إن أي استحواذ كامل على أرماني سيمنح الشركة المالكة السيطرة الكاملة على العمليات والاستراتيجيات المستقبلية للدار، في وقت تتطلع فيه تكتلات الأزياء الكبرى لتعزيز وجودها في السوق عبر اقتناص علامات ذات تاريخ عريق مثل أرماني.
ثلاث طرق للاستحواذ في قطاع الأزياء الراقية
يوضح المتخصصون أن هناك ثلاث استراتيجيات رئيسية تنتهجها الشركات الكبرى للاستحواذ على دور الأزياء:
الاستحواذ بهدف إعادة إحياء العلامة، كما حدث مع كريستيان ديور بعد أن استحوذت عليها مجموعة LVMH.
استغلال الاسم التجاري عبر شراء حصة أقلية تتيح التأثير دون المساس الكامل باستقلالية العلامة.
عقود الترخيص التي تسمح بإنتاج وتوزيع المنتجات تحت اسم العلامة دون امتلاكها فعليًا.
أداء قوي للعطور وشراكات طويلة الأمد
ورغم التحديات الجيوسياسية وضعف ثقة المستهلك، سجلت بعض خطوط إنتاج أرماني، وعلى رأسها عطور "أكوا دي جيو"، أداءً قويًا بفضل شراكة طويلة الأمد مع مجموعة لوريال تمتد حتى عام 2050، ما يفتح الباب أمامها كمرشح محتمل للاستحواذ الكامل على الدار.
في هذا السياق، رجّح محللون في بنك بيرنبرغ أن تكون مجموعة LVMH الشريك الاستراتيجي الأمثل، نظرًا لخبرتها الكبيرة في إدارة علامات الأزياء الفاخرة كمستثمر طويل الأمد، فيما أشار محللو برنشتاين إلى أن كلًا من EssilorLuxottica ولوريال يمتلكان أفضلية نظرًا لشراكاتهما العميقة والطويلة مع أرماني في مجالات النظارات والعطور.
السوق الفاخرة: من الشركات العائلية إلى التكتلات العملاقة
تعكس هذه الخطوة المحتملة من أرماني تحولًا عالميًا أوسع، يتمثل في انتقال العديد من الشركات العائلية إلى مؤسسات وتكتلات كبرى. الأمر لم يعد يقتصر على الأزياء فقط، بل امتد إلى الموسيقى، كما حدث مع اندماج شركات مثل EMI وBMG، وسوني ميوزك وغيرها.
وقال المصمم جورجيو أرماني في مقابلة سابقة في أبريل 2024: "ما يميز عملي دائمًا هو القدرة على التكيف مع الأزمات المتغيرة."
EssilorLuxottica مرشح قوي... ومنافس شرس
تُعد شركة EssilorLuxottica واحدة من أقوى المرشحين لقيادة هذه الصفقة التاريخية. فهي شركة إيطالية-فرنسية عملاقة متخصصة في البصريات والنظارات، وتمتلك علامات مثل راي بان وأوكلي، وتصنع نظارات للعديد من دور الأزياء الفاخرة مثل أرماني، برادا، فيرزاتشي، وبربري. وتملك الشركة، التي نشأت من اندماج Essilor الفرنسية وLuxottica الإيطالية، روابط قوية مع أرماني، ما يجعلها منافسًا جادًا في سباق الاستحواذ.
ترقب عالمي للخطوة القادمة
في ظل هذه التطورات، تبقى الأنظار متجهة نحو القرار النهائي بشأن من سيستحوذ على دار جورجيو أرماني، إحدى أبرز علامات الموضة الراقية في العالم، وسط منافسة محتدمة بين التكتلات الكبرى، وعلى رأسها LVMH، كيرينغ، لوريال، وEssilorLuxottica.