الإمارات تحذّر من مخاطر التهاون في تأمين البصمة الرقمية


الجريدة العقارية الاحد 14 سبتمبر 2025 | 01:48 مساءً
الأمن السيبراني
الأمن السيبراني
محمد عاطف

حذّر مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات من مخاطر التهاون في حماية البصمة الرقمية التي يتركها المستخدمون أثناء تصفح الإنترنت أو استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن كل تفاعل إلكتروني سواء كان تسجيل دخول، أو مشاركة صورة، أو كتابة تعليق يترك خلفه أثراً يمكن تتبعه واستغلاله من قبل جهات غير موثوقة.

أكثر من 1.4 مليار حساب مُخترق شهرياً

أوضح المجلس في بيان لوكالة أنباء الإمارات (وام) أن الهجمات السيبرانية في تصاعد مستمر، حيث يتعرض ما يزيد على 1.4 مليار حساب للاختراق شهرياً حول العالم، ما يبرز حجم التهديدات المرتبطة بالبصمة الرقمية، ويعزز الحاجة إلى وعي أكبر بأساليب الحماية.

ما هي البصمة الرقمية؟ وماذا تكشف؟

أشار المجلس إلى أن البصمة الرقمية تتكوّن من البيانات التي يتم توليدها أو مشاركتها خلال استخدام الأجهزة والتطبيقات. وعلى الرغم من أن هذه البيانات قد تبدو غير ذات أهمية، إلا أنها في الواقع تكشف الكثير عن:

هوية المستخدم

سلوكياته واهتماماته

مواقعه الجغرافية وتفضيلاته الشخصية

وهذا ما يجعلها عرضة للاستغلال من قبل القراصنة أو التطبيقات التي تفتقر إلى الموثوقية.

نوعا البصمة الرقمية: نشطة وسلبية

قسم المجلس البصمة الرقمية إلى نوعين رئيسيين:

1. البصمة الرقمية السلبية

وهي المعلومات التي تُجمع عن المستخدم دون علمه، مثل تتبّع المواقع لتحركاته، أو رصد نشاطه على الإنترنت بدون إشعار أو موافقة.

2. البصمة الرقمية النشطة

وتشمل البيانات التي يشاركها المستخدم بإرادته، مثل الصور، ومقاطع الفيديو، والتعليقات، والمشاركات اليومية على وسائل التواصل.

تهديدات الخصوصية والقرصنة الإلكترونية

بيّن المجلس أن الخطر الحقيقي للبصمة الرقمية يكمن في إمكانية استخدامها في:

اختراق الحسابات

الوصول إلى البيانات الحساسة

التجسس على أنشطة الأفراد

انتحال الهوية

هجمات التصيّد الاحتيالي

كما شدد على أن التطبيقات غير الرسمية تمثل تهديدًا متزايدًا، حيث قد تقوم بتشغيل الكاميرا أو تسجيل المكالمات دون إذن المستخدم.

نصائح لحماية البصمة الرقمية

قدم مجلس الأمن السيبراني مجموعة من الإرشادات العملية لحماية الخصوصية الرقمية، أبرزها:

رفض طلبات الصداقة من مجهولين

مراجعة قائمة المتابعين والمتفاعلين بشكل دوري

الامتناع عن مشاركة الموقع الجغرافي علنًا

تحميل التطبيقات فقط من المتاجر الرسمية

مراجعة الأذونات التي تطلبها التطبيقات بدقة

تفعيل المصادقة الثنائية للحسابات الحساسة، مثل البريد الإلكتروني والخدمات البنكية

الأمن الرقمي يبدأ من الوعي

أكّد المجلس أن تحقيق الأمن السيبراني لا يعتمد فقط على استخدام الأدوات والتقنيات، بل يبدأ من الوعي الفردي والمسؤولية الشخصية لكل مستخدم. فحماية الخصوصية على الإنترنت مسؤولية يتشاركها الجميع.

أسبوع التوعية بالبصمة الرقمية

في إطار جهوده لتعزيز الوعي المجتمعي، أطلق المجلس حملة توعوية ضمن مبادرة «النبض السيبراني»، حيث حمل الأسبوع الخامس من الحملة عنوان: "مخاطر عدم تأمين البصمة الرقمية الشخصية".

وتهدف الحملة إلى تعزيز فهم الأفراد لأهمية حماية بياناتهم، وتقديم خطوات عملية لتأمين أجهزتهم وتطبيقاتهم من التهديدات السيبرانية المتزايدة.