أكد الكابتن يوسف الدعجة، الخبير في مجال الطيران التجاري، أن صناعة الطيران العالمية تواجه أزمة حقيقية نتيجة خلل فني في محركات "برات آند ويتني GTF 1100G"، التي تستخدمها طائرات إيرباص A320 نيو، حيث أدى هذا الخلل إلى توقيف أكثر من 300 طائرة عن الخدمة حول العالم، مع توقعات باستمرار التأثير حتى نهاية العام الجاري.
وقال الدعجة في مقابلة مع العربية بيزنس، إن المشكلة الرئيسية تكمن في تشققات مجهرية (Micro Cracks) ظهرت في جذور التوربينات الخلفية داخل المحرك، وهي لا تُرى بالعين المجردة، واكتُشفت هذه العيوب خلال عمليات الصيانة الدورية، مما دفع هيئات الطيران الدولية مثل FAA الأمريكية وEASA الأوروبية لإصدار تعليمات بإيقاف الطائرات التي تعمل بهذه المحركات بشكل فوري حتى فحصها أو استبدال أجزائها.
وأضاف أن المحرك المذكور كان يُعتبر ثورة في عالم الطيران، نظراً لتوفيره 15–20% من استهلاك الوقود، وتقليله للضوضاء والانبعاثات الكربونية، وهو ما جعل شركات الطيران تُقبل عليه بشكل كبير. لكن الخلل التصنيعي، المرتبط بتقنية تصنيع أجزاء التوربين من مسحوق النيكل المضغوط والمصهور بدرجات عالية، أدى إلى أزمة توريد حادة، خاصة وأن المحركات البديلة من شركات مثل جنرال إلكتريك لا تستطيع تغطية الطلب.
تداعيات واسعة على السوق وارتفاع في أسعار التذاكر
وأشار الدعجة إلى أن الأزمة الحالية أثرت بشكل مباشر على سعة الطيران العالمية، ما أدى إلى تقليل عدد الرحلات وزيادة أسعار التذاكر في كثير من الوجهات بسبب انخفاض عدد المقاعد المتاحة.
وأضاف أن معالجة الأزمة قد تستغرق بين 250 إلى 300 يوم لكل محرك، ما يجعل عودة الأمور إلى طبيعتها قبل نهاية عام 2025 أمرًا صعبًا. كما أن شركات تصنيع المحركات قد تواجه تعويضات ضخمة نتيجة تأخير تسليم الطائرات وتعطيل جداول شركات الطيران، وهو ما قد يدفع بعضها إلى الخروج من السوق في حال استمرار الأزمة.
خسائر متوقعة وتعويضات قادمة
وفي ختام حديثه، أكد الدعجة أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق شركات تصنيع المحركات، وأنها ستتحمل الخسائر الناجمة عن توقف الطائرات وارتفاع التكاليف التشغيلية. وقال إن على شركات الطيران التحلي بالصبر، فيما يتوجب على الجهات التنظيمية متابعة القضية عن كثب لضمان السلامة العامة.