تهجير 350 ألف مواطن.. الاحتلال يدمّر 1600 بناية و13 ألف خيمة في غزة خلال شهر


الجريدة العقارية السبت 13 سبتمبر 2025 | 04:29 مساءً
آثار الدمار في غزة
آثار الدمار في غزة
حسين أنسي

كشف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم السبت، عن حصيلة مروّعة لحجم الدمار الذي خلّفته العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على مدينة غزة منذ 11 أغسطس الماضي. 

وأفاد المكتب بأن قوات الاحتلال دمرت بشكل كامل نحو 1,600 برج وبناية سكنية متعددة الطوابق، إضافة إلى 13,000 خيمة كانت تأوي عشرات الآلاف من النازحين، مما أدى إلى تهجير أكثر من 350,000 مواطن نحو مناطق وسط المدينة وغربها، في واحدة من أكبر موجات النزوح القسري خلال الحرب.

وأوضح البيان أن هذا التصعيد الأخير يأتي في إطار ما وصفه بـ"سياسة التدمير الممنهج والإبادة الجماعية والتطهير العرقي"، مشيرًا إلى أن معظم عمليات القصف استهدفت أحياء مدنية مكتظة بالسكان مثل الشجاعية، الزيتون، التفاح، الدرج، الرمال، وتل الهوى، إلى جانب مخيمات اللاجئين كالشاطئ والشيخ رضوان.

استهداف واسع للمنازل ومراكز الإيواء

ووفق البيان، فإن شهر سبتمبر وحده شهد نسف 70 بناية سكنية بشكل كامل، وتدمير 120 أخرى بشكل بالغ، إلى جانب تدمير أكثر من 3,500 خيمة كانت تؤوي نازحين، مما فاقم من معاناة السكان المدنيين الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى للمرة الثانية أو الثالثة منذ بدء العدوان.

وتضم البنايات التي تم تدميرها خلال الفترة الماضية أكثر من 10,000 وحدة سكنية كان يقطنها نحو 50,000 نسمة، بينما كانت الخيام تؤوي ما يزيد على 52,000 نازح. وبذلك، يكون الاحتلال قد دمّر مساكن ومراكز إيواء كان يقطنها أكثر من 100,000 مدني، في ما وصفه المكتب بـ"جريمة حرب مكتملة الأركان".

تحذيرات دولية وصمت المجتمع الدولي

وفي الوقت الذي واصل فيه جيش الاحتلال توزيع منشورات تدعو سكان الأحياء الغربية لمغادرتها، أشار البيان إلى أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، مثل وزير الأمن يسرائيل كاتس، تؤكد أن هناك نية مبيتة لتوسيع رقعة الدمار واستهداف المدنيين بشكل مباشر، تحت ذرائع "مكافحة البنية التحتية لحماس".

من جانبها، حذّرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة في حال استمرار العمليات العسكرية المكثفة داخل مدينة غزة، التي كان يعيش فيها أكثر من مليون نسمة قبل التصعيد الأخير. كما نددت منظمات إنسانية بخطط الحكومة الإسرائيلية التي تسعى لإعادة تهجير سكان شمال غزة قسرًا إلى جنوب القطاع، مما يفاقم من تداعيات الحرب على المدنيين.

وختم المكتب الإعلامي بيانه بمناشدة عاجلة للمجتمع الدولي، مطالبًا بـ"تدخل فوري لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة وتوفير الحماية للمدنيين"، مشددًا على أن الاحتلال "يتعمّد استهداف أماكن السكن والنزوح بشكل ممنهج، في انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية والإنسانية".