أنطلقت في مدينة سوشي الروسية، اليوم الخميس، أعمال الاجتماع المشترك الثامن للحوار الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، وسط تصاعد في التوترات الإقليمية.
ويبحث المشاركون في الاجتماع مجموعة من القضايا الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى آفاق التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
الاجتماع يأتي في ظل توتر متصاعد بعد هجوم على قطر
تزامن انطلاق الحوار مع أجواء مشحونة في المنطقة، إذ وقع الاجتماع بعد يومين فقط من هجوم إسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، وهو الاعتداء الذي قوبل بإدانة دولية واسعة، ووصفته موسكو بأنه "انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة".
إسرائيل تسعى لإفشال فرص السلام وإقامة الدولة الفلسطينية
وفي افتتاح الجلسة، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن التوترات في الشرق الأوسط شهدت تصعيداً حاداً بعد الضربات الإسرائيلية على قطر. وأكد أن التصرفات الإسرائيلية لا تساهم إلا في تعقيد المشهد الإقليمي، وتعرقل فرص التوصل إلى حل سياسي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وأضاف أن الضربات على الدوحة تؤكد عدم استعداد إسرائيل لوقف الكارثة الإنسانية في غزة، وتعكس رغبتها في منع قيام دولة فلسطينية مستقلة.
لقاءات دبلوماسية قبيل انطلاق الجلسة الرسمية
قبل بدء الاجتماع الرسمي، عقد لافروف سلسلة من اللقاءات الثنائية، من بينها اجتماعه مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، ووزيري الخارجية في كل من البحرين والكويت. كما التقى أيضاً وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي، في لقاءات تناولت تداعيات الهجوم الإسرائيلي ومستقبل التنسيق الخليجي–الروسي.
لاعتداء على قطر هو اعتداء على جميع دول الخليج
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الكويتي عبد الله علي اليحيا أن الهجوم الإسرائيلي على قطر يُعد عدواناً على دول مجلس التعاون كافة، مؤكداً أن ما حدث يشكل تصعيداً خطيراً في لحظة يسعى فيها الجميع إلى تهدئة الأوضاع.
وشدد اليحيا على أن القضية الفلسطينية لا تزال في صدارة أولويات الكويت، مؤكداً أن السلام لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967.
تطلعات خليجية للقمة الروسية – العربية المقبلة
أعرب الوزير الكويتي عن أمله في أن تسفر القمة الروسية – العربية المرتقبة في أكتوبر عن نتائج بناءة تدفع بالعلاقات المشتركة نحو آفاق أوسع. وقال إن ما يجمع دول الخليج بروسيا يتجاوز المصالح المشتركة، ليصل إلى تقارب في الرؤى السياسية والمواقف تجاه القضايا الدولية، خصوصاً القضية الفلسطينية.
موقف خليجي موحّد ضد التصعيد الإسرائيلي ودعم لغزة
أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي الهجوم الإسرائيلي على قطر، واصفاً إياه بأنه "عدوان غاشم وانتهاك واضح لسيادة دولة عضو في المجلس".
وأكد أن المجلس يقف خلف قطر ويسخر كل إمكاناته لمواجهة هذا العدوان. كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين، سواء في غزة أو في أي منطقة أخرى من الأراضي الفلسطينية.
موقف خليجي داعم لاستقرار سوريا وانتقاد للهجمات الإسرائيلية
أكد البديوي أيضاً على رفض المجلس للهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وشدد على دعم المجلس الكامل لوحدة سوريا واستقرارها، معتبراً أن استقرارها يمثل حجر الزاوية في استقرار المنطقة بأسرها.
الأزمة الأوكرانية ضمن أجندة الحوار
لم يغب الملف الأوكراني عن جدول أعمال الاجتماع، حيث عبّر البديوي عن أمل دول الخليج في أن تساهم اللقاءات الأخيرة، بما فيها المحادثات التي استضافتها الرياض، في دعم جهود التسوية وعودة الاستقرار إلى الساحة الأوكرانية. وأكد التزام المجلس بالحوار كوسيلة لحل النزاعات الدولية، مشيراً إلى أن التعاون مع روسيا يمكن أن يُسهم في التخفيف من حدة الأزمات القائمة.