بعد أقل من 24 ساعة على الافتتاح الرسمي لـ سد النهضة الإثيوبي، كشف الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، سر مرور المياه من المفيض الأعلى وفتح بوابتين بالمفيض الرئيسي لسد النهضة، وتدفق مياه النيل الذي ظهر عند افتتاح سد النهضة.
إثيوبيا حجزت سعة تعادل حصة مصر والسودان في سد النهضة
وأكد هاني إبراهيم أن سد إثيوبيا حجزت سعة كاملة تعادل حصة مصر والسودان.
سر تدفق المياه من المفيض العلوي لسد النهضة
وأشار هاني إبراهيم إلى أن غرض إثيوبيا من فتح بوابتي المفيض ومرور المياه من أعلى السد، لغرض سياسي وهو إظهار أن المياه تمر بكميات كبيرة، ولن تتعرض مصر لمنع تدفق المياه، للتهرب من التزاماتها.
وقف عمل التوربينات في سد النهضة
وأكد هاني إبراهيم أن إثيوبيا تزيف الحقائق، فبعد انتهاء افتتاح سد النهضة، تم وقف عدد من التوربينات، بما يفيد أن إجمالي التدفق المار من السد يتجاوز 600 مليون متر مكعب يوميًا، تم تشغيل بوابتين بقدرة 400 مليون متر مكعب و5 توربينات فقط بقدرة 125 مليونا في المتوسط، محذرًا من التدفقات الأعلى، لأنها ستضر السودان.
وقال هاني إبراهيم عن حضور قليل من الرؤساء في افتتاح سد النهضة: "افتتاح السد الكارثي، عدد محدود من الرؤساء حضر الافتتاح، كينيا وجنوب السودان والصومال وجيبوتي بشكل عام حضر من يحرص على استفادته من إثيوبيا كهربيًا سواء كينيا أو جيبوتي، أو لاحقا جنوب السودان، أما الرئيس الصومالي له مصالحه".
أما سر تدفق المياه من المفيض العلي للسد، فقال هاني إبراهيم: “تم تشغيل التوربينات مع مرور المياه من مفيض أعلى السد مع فتح 2 بوابة بالمفيض الرئيسي في رسالة لها معنيين، الأولى أن السد قام بحجز سعة كاملة، والتي تعادل حصتي مصر والسودان معا من مياه النيل 74 مليار “غرض سياسي”؛ والرسالة الثانية أن المياه تمر بكميات كبيرة، ولن تتعرض مصر لمنع تدفق المياه “غرض سياسي للتهرب من أي التزامات”.
رسائل سلبية لإثيوبيا على عمل المفيض العلوي
وأضاف هاني إبراهيم: “إجراء وصول المياه إلى هذا المستوى عليه عدة ملاحظات فنية، ولكن الغرض الإثيوبي هو توصيل رسائل مع احتمالات تجارب على عمل المفيض العلوي، رغم عدم حاجته إليها، في هذا التوقيت، وبعد انتهاء الافتتاح تم وقف عدد من التوربينات بما يفيد أن إجمالي التدفق المار من السد يتجاوز 600 مليون متر مكعب يوميًا”.
وعن تشغيل بوابتين و5 توربينات فقط، أوضح الباحث هاني إبراهيم: “تم تشغيل بوابتين بقدرة 400 مليون متر مكعب، مع 5 توربينات بقدرة 125 مليونا في المتوسط”، محذرًا “إذا استمر تشغيلهم أو التبديل بينهم واستبعد ذلك، مع تدفقات من أعلى السد غير محددة الكمية، وإن كانت تتراوح بين 100 إلى 150 مليون متر مكعب، فهذا التدفق له أثار على السودان لاحقًا، إذا استمر أو ارتفع عن ذلك وسوف يتم مناقشته لاحقا”.
وعن السيناريو القادم لسد النهضة، بعد افتتاحه قال الباحث هاني إبراهيم: “فيما يتعلق بالقادم.. سوف يستمر السد في تمرير الفائض عن السعة لفترة، إذا لم يتم تخفيض تلك السعة نوعيًا بمقدار 2 مليار متر مكعب مع فتح بوابات إضافية بالمفيض الجانبي”.
تراجع كمية منسوب بحيرة سد النهضة يونيو المقبل
وتابع هاني إبراهيم “عملية الملء الحالية شهدت ارتفاع منسوب البحيرة من 628.5 م ما يقرب من 55.5 مليار إلى 640 مترا، 74 مليار متر مكعب، أي أن ما تم حجزه حوالي 19 مليار”.
وأكد هاني إبراهيم على تراجع كمية منسوب بحيرة سد النهضة يونيو المقبل، فقال: "مع تشغيل السد وتراجع منسوب البحيرة لاحقًا، وصولًا إلى يونيو القادم، سوف تتراجع تلك الكمية وصولًا الى منسوب ما قبل الملء الحالي، بمعنى وصول البحيرة على سبيل المثال إلى منسوب 628.5 م بسعة 55.5 مليار متر مكعب، يعني ان ما تم حجزه تم تمريره، لكن مع خصم يقدر بعدة مليارات وهي مقدار فواقد السد الإثيوبي من البخر والتسرب وتشبع التربة خلال الملء والتشغيل".
وأوضح هاني إبراهيم “قد تحافظ إثيوبيا على منسوب أعلى، وعليه يرتفع مقدار الخصم من الإيراد. سياسة التشغيل مفترض أن يتم الوصول إلى منسوب 625 مترا، بسعة 50 مليارا، ولكن إثيوبيا لم تلتزم بها في العام الماضي ولن تلتزم بها”.
ارتباك منظومة السدود على النيل
كما كشف هاني إبراهيم عن ارتباك منظومة السدود على النيل بسبب إثيوبيا، فقال: “ليس بالضرورة وصول المياه مخصومًا منها الفواقد السنوية فقط، أن تلك الكمية سوف تكون جيدة أو أن الضرر سوف يكون نسبي لأن توقيت وصولها هو الأهم، ولا يوجد ما ينظم ذلك؛ على سبيل المثال قبل اكتمال الملء كان التدفق أقل من 200 مليون، وبعد الملء سوف يصل إلى 600 مليون، ثم لاحقا ينخفض إلى 200 مليون، وربما أقل أو أكثر، فلا أحد يعلم وعليه سوف يؤدي الأمر لتخبط في تشغيل منظومة السدود على النيل خاصة في الجزء السوداني”.
وكشف عن تمويل سد النهضة، فقال هاني إبراهيم: “آخر بيان إثيوبي عن تمويل السد الكارثي ٩% سندات وتبرعات الشعب الإثيوبي، ٩١% قروض من البنك التجاري الإثيوبي!!”.