قال جوزف كافاتوني، المحلل الاستراتيجي للأسواق في مجلس الذهب العالمي، إن الذهب يواصل تسجيل مستويات قياسية غير مسبوقة في ظل بيئة اقتصادية وجيوسياسية تختلف عن الفترات السابقة، لكنها تشترك في تحفيز الطلب على المعدن النفيس كأداة تحوط آمنة، مرجحًا استمرار هذا الاتجاه في الأشهر المقبلة.
وفي تصريحات لقناة "الشرق بلومبرج"، أشار كافاتوني إلى أن الذهب تجاوز مستويات 36600 دولار (على الأرجح إشارة إلى سعر الأوقية بالجنيه المصري أو رقم مجمع للأسعار العالمية)، مع تدفقات استثمارية قوية، بلغت 3 مليارات دولار في صناديق الذهب الأمريكية خلال سبتمبر، بالإضافة إلى 1.5 مليار دولار في الصناديق الأوروبية.
وأوضح أن البيئة الحالية، المتمثلة في ضعف سوق العمل الأميركي، والتضخم المرتفع (عند 3% إلى 3.3%)، إلى جانب الاتجاه نحو خفض أسعار الفائدة، تخلق ظروفًا مثالية لصعود الذهب، خصوصًا في حال دخول الاقتصاد في مرحلة "ركود تضخمي".
طلب متزايد رغم ارتفاع الأسعار
وحول ما إذا كانت مستويات الأسعار المرتفعة قد تحد من شهية المستثمرين، أكد كافاتوني أن الذهب لا يزال يملك مساحة واسعة للنمو داخل المحافظ الاستثمارية التقليدية، مشيرًا إلى أن نسبة الذهب لا تزال أقل من 1% في بعض المحافظ، بينما يُوصى بأن تكون بين 3.5% و5%.
وأضاف أن العرض من الذهب، سواء من التعدين أو إعادة التدوير، لا ينمو بوتيرة كافية لمواكبة هذا الطلب، ما قد يعزز الاتجاه الصعودي للمعدن خلال الفترة المقبلة، وإن كان بوتيرة أقل من السنوات الماضية.
تأثير الدولار والفيدرالي الأمريكي
وفي تعليقه على سياسات الفيدرالي الأمريكي، أشار كافاتوني إلى أن تراجع استقلالية الفيدرالي وتزايد التأثيرات السياسية قد يثير الشكوك حول الاعتماد على الدولار أو السندات كأدوات تحوط، مما يزيد من جاذبية الذهب.
وأكد أن مجلس الذهب العالمي يشجع على تنويع الأصول، وأن الذهب يظل في موقع قوي في ظل المعطيات الحالية، مشيرًا إلى أن هناك قوة كامنة للمعدن الأصفر قد لا تنزاح بسهولة، في ظل غياب بدائل أكثر أمانًا في الأسواق.