مقابل رفع العقوبات.. إيران تعرض على أوروبا اتفاقا دائما يشمل قيودا على التخصيب


الاحد 07 سبتمبر 2025 | 02:31 مساءً
وكالات

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن إيران لا تزال منفتحة على الدبلوماسية، وجاهزة للتوصل إلى اتفاق واقعي ودائم، يقوم على رقابة محكمة وقيود على التخصيب مقابل رفع العقوبات، مشيرا إلى أن التفريط بهذه الفرصة قد يقود إلى عواقب مدمرة للمنطقة وما بعدها.

وأضاف عراقجي في مقال رأي نشره بصحيفة الجارديان البريطانية، أن خطوة بريطانيا وفرنسا وألمانيا بتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات على إيران تفتقر لأي أساس قانوني، معتبرا أن ما تقوم به الدول الأوروبية الثلاث يعكس تبعية لاستراتيجية (الرئيس الأميركي) دونالد ترمب، محذرا من أن هذه السياسات ستقوض مصداقية أوروبا، وتضعها خارج أي مسار دبلوماسي مستقبلي.

والأسبوع الماضي، أعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أو ما يعرف بـ الترويكا الأوروبية أنها فعلت آلية إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران.

وقال عراقجي إن هذه الخطوة تفتقر لأي أساس قانوني، لأنها تتجاهل تسلسل الأحداث الذي دفع إيران إلى اتخاذ تدابير علاجية مشروعة بموجب الاتفاق.

واعتبر أن الدول الثلاث تريد أن ينسى العالم أن الولايات المتحدة، وليس إيران، هي من انسحب بشكل أحادي من خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA). كما تتغاضى عن حقيقة أنها نفسها لم تف بالتزاماتها، ناهيك عن ترحيبها الصادم بالقصف الذي استهدف إيران في يونيو.

وتابع: قد يبدو أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا تتحرك بدافع الحقد، لكن الحقيقة أنها تنتهج مسارا متهورا على أمل أن يمنحها ذلك مقعدا على طاولة قضايا أخرى. وهذا خطأ جسيم سيرتد عليها. فالرئيس ترمب أوضح أنه ينظر إلى الترويكا كأطراف هامشية، وهو ما يتجلى في تهميش أوروبا عن قضايا حيوية لمستقبلها، بما في ذلك صراع روسيا وأوكرانيا، وفق قوله.

واعتبر أن الرسالة من واشنطن واضحة؛ إذا أرادت أوروبا بعض الأهمية، فعليها أن تقدم الولاء المطلق. والصور الأخيرة لزعماء أوروبيين جالسين في المكتب البيضاوي أمام ترمب تجسد هذا المشهد بوضوح.

وقال عراقجي إنه بعد عقد من المفاوضات، عدنا تقريبا إلى نقطة البداية، بعدما أشعل ترمب سلسلة أحداث كان يمكن تفاديها عندما انسحب من الاتفاق عام 2018، وأعاد فرض كل العقوبات.

وأضاف أن أوروبا أخلفت التزاماتها، وتوقعت من إيران أن تلتزم منفردة بكل القيود؛ فرفضت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إدانة الهجوم الأميركي على بلدي في يونيو، عشية محادثات دبلوماسية، وهي نفسها اليوم تطالب بعقوبات أممية على الإيرانيين بذريعة رفض الحوار.

وقال عراقجي إنه حذر نظرائه في الترويكا من إعادة فرض العقوبات، وقال إن هذه المناورة لن تحقق لهم ما يريدون، بل ستقصيهم أكثر عن أي دبلوماسية مستقبلية، وتلحق أضرارا واسعة بمصداقية أوروبا ومكانتها العالمية.

ودعا وزير الخارجية الإيراني إلى محادثات صادقة، فلا معنى لادعاء أوروبا المشاركة في اتفاق يقوم على التخصيب داخل إيران، بينما تطالب طهران بالتخلي عن هذه القدرات نفسها. والتشجيع العلني على ضربات عسكرية غير قانونية ضد منشآت نووية إيرانية محمية بالقانون الدولي.

وقال إن إيران لا تزال منفتحة على الدبلوماسية. وهي جاهزة للتوصل إلى اتفاق واقعي ودائم يقوم على رقابة محكمة وقيود على التخصيب مقابل رفع العقوبات. والتفريط بهذه الفرصة قد يقود إلى عواقب مدمرة للمنطقة وما بعدها.

وتابع: قد تعرض إسرائيل نفسها كقادرة على خوض حرب بالنيابة عن الغرب، لكن كما حدث في يونيو، الحقيقة أن القوات المسلحة الإيرانية قوية وقادرة على إجبار إسرائيل مرة أخرى على الاحتماء بـ(أبيها) لإنقاذها. وقد كلفت هذه المغامرة الفاشلة دافعي الضرائب الأميركيين مليارات الدولارات، وحرمت الولايات المتحدة من معدات حيوية مفقودة من مخزونها، وأظهرت واشنطن كقوة متهورة تساق إلى حروب نظام مارق، على حد وصفه.

وختم عراقجي قائلا: إذا كانت أوروبا تريد فعلا حلا دبلوماسيا، وإذا كان ترمب يريد التركيز على قضايا حقيقية لا تفبرك في تل أبيب، فعليهم أن يمنحوا الدبلوماسية الوقت والمساحة لتنجح. أما البديل، فلن يكون جميلا.