خبير: تحالفات الطاقة بين الصين والهند وروسيا أصبحت ضرورة استراتيجية

قال فيشيسلاف ميتشينكو، خبير الطاقة، إن تحالفات الطاقة التي تجمع دولًا مثل الصين والهند وروسيا بدأت تتشكل استجابة لاحتياجات اقتصادية واستراتيجية متزايدة. 

وأضاف في مداخلة مع قناة الشرق بلومبرج أن تلك الدول، التي تعد من أكبر اقتصادات العالم من حيث عدد السكان، بحاجة ماسة إلى إمدادات مستقرة وآمنة من الطاقة، وهو ما يعزز التعاون بينهم.

وأوضح ميتشينكو أن التحالفات التي تتشكل اليوم لا تبنى من فراغ، بل هي نتيجة لمتطلبات اقتصادية مشتركة. وقال: "الصين والهند، بصفتهما من أكبر مستهلكي الطاقة، تحتاجان إلى إمدادات مستمرة من الخام، خاصة الخام الروسي الذي يعد مربحًا اقتصاديًا بالنسبة لهما بسبب السعر الأقل"، مشيرا إلى أن هذه الدول قد تعتمد على الإمدادات الروسية لفترة طويلة جدًا.

ورداً على سؤال حول إمكانية تحويل هذا التعاون إلى تحالف اقتصادي حقيقي، قال ميتشينكو إن التقارب بين الصين والهند وروسيا يعد نتيجة مباشرة للضغوط الأمريكية المتمثلة في التعريفات والعقوبات، ما دفع هذه الدول إلى البحث عن بدائل لآليات التجارة والتعاون الاقتصادي. 

وأضاف: "ما نراه اليوم بين هذه الدول هو تعزيز التعاون الذي كان موجودًا بالفعل، ولكن على نحو أكثر وضوحًا وفاعلية."

وفي تعليق حول تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إنه "خسر الهند وروسيا لصالح الصين"، أوضح ميتشينكو أن المقصود هنا هو الخسارة السياسية والاقتصادية على حد سواء. وقال: "أعتقد أن ترامب كان يشير إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تواجه صعوبة في التعاون مع هذه الدول، خاصة روسيا. ورغم محاولات التعاون مع روسيا والهند، فإن القيود والعقوبات لم تسهم في تعزيز هذا التعاون."

وفيما يتعلق بمستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وهذه الدول، أشار ميتشينكو إلى أن ترامب قد يضطر إلى إعادة النظر في سياسته تجاه روسيا والهند، قائلاً: "ترامب قد يدرك أنه لا يمكنه تحقيق أهدافه من خلال فرض القيود والعقوبات. الحل يكمن في بناء آليات تعاون أكثر فعالية."

وعلى صعيد آخر، تحدث ميتشينكو عن تأثيرات أسعار النفط، حيث توقع أن تشهد الأسعار تراجعًا إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل بنهاية أكتوبر وبداية نوفمبر، وأن هذا التراجع قد يتسارع إذا قررت أوبك+ زيادة الإنتاج.