مستشار مالي: أسعار الذهب قد تصل إلى 35 ألف دولار للأونصة


السبت 06 سبتمبر 2025 | 04:59 مساءً
أسعار الذهب
أسعار الذهب
محمد فهمي

قال المستشار المالي محمد الميموني إن أسعار الذهب قد تصل في المستقبل إلى مستويات غير مسبوقة، مثل 35 ألف دولار للأونصة، وذلك في حال توافرت ظروف اقتصادية وجيوسياسية معينة. 

وأكد خلال لقاء مع العربية بيزنيس، أن هناك العديد من العوامل التي تقود أسعار الذهب إلى الارتفاع، موضحا أن أولى هذه العوامل تعود إلى قرار الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1971 بفك ارتباط الدولار بالذهب، ما أدى إلى فقدان الدولار لقيمته الحقيقية وزيادة سعر الذهب بالمقابل، وأضاف أن العلاقة بين الدولار والذهب هي علاقة عكسية؛ فكلما ارتفع الدولار، انخفض الذهب والعكس صحيح.

وأشار إلى أن التضخم المستمر منذ ذلك الحين يعتبر المحرك الرئيسي الآخر لارتفاع أسعار الذهب، حيث أن طباعة الأموال من قبل البنوك المركزية تؤدي إلى تآكل قيمة العملات الورقية. ووصف التضخم بـ"العدو الأول" لهذه العملات، ما يدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة.

كما لفت الميموني إلى أن الاضطرابات الجيوسياسية تلعب دورًا كبيرًا في رفع قيمة الذهب، لأنه يُنظر إليه منذ القدم كأصل آمن في أوقات الأزمات. وقال: "كلما زادت الحروب والصراعات، زاد الإقبال على الذهب كوسيلة لحفظ الثروة".

وفي تعليقه على احتمالية وصول الذهب إلى 35 ألف دولار للأونصة، قال الميموني إن ذلك ممكن، لكنه يتطلب ظروفًا مثل التضخم الجامح (Hyperinflation)، مشيرًا إلى أن هذه السيناريوهات قد تحدث خلال عقود، لا سنوات قليلة.

كما ناقش الميموني الواقع الاقتصادي العالمي، متسائلًا ما إذا كنا نعيش في "مأزق تاريخي للعملات الورقية"، وأكد أن العملات التقليدية بالفعل تفقد جاذبيتها بسبب انخفاض أسعار الفائدة والضغوط التضخمية، ما يبرر البحث عن أصول بديلة مثل الذهب أو حتى العملات الرقمية.

وعن مستقبل الذهب أمام الأصول الرقمية مثل البيتكوين، أوضح الميموني أن الذهب سيبقى محتفظًا بقيمته على المدى الطويل بصفته سلعة ملموسة وملاذًا آمنًا، لكنه أشار إلى أن البيتكوين يمتلك ميزات تجذب المستثمرين الجدد، منها اللامركزية والعدد المحدود للعملة، وهو ما يرفع من جاذبيته الاستثمارية.

وفي ختام حديثه، وجه الميموني نصيحة للمدخرين، قائلاً: "يجب أن تنمو أموالك بشكل يفوق معدل التضخم، ولا تضع استثماراتك في سلة واحدة. التنوع هو الأساس".

واقترح أن يكون هناك تنويع في الاستثمار يشمل: العقار (شراء مباشر أو عبر صناديق عقارية متداولة)، الأسهم (مباشرة أو عبر صناديق مؤشرات ETF)، العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم، حتى ولو بأجزاء بسيطة، مؤكداً أن هذه الأصول على المدى الطويل قد تحقق عوائد تفوق معدلات التضخم.