وجّه قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بفرض حظر كامل على التبادل التجاري مع السودان ضربة قوية لصادرات الذهب السودانية، وأجبر الخرطوم على التحرك سريعاً لإيجاد منافذ وأسواق بديلة، في مقدمتها سلطنة عُمان ودول أخرى.
وتُعدّ الإمارات الشريك التجاري الأبرز للسودان، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 2.2 مليار دولار خلال العام الماضي، وفق بيانات صندوق النقد الدولي، وعلى الرغم من إعلان الحكومة السودانية المدعومة من الجيش قطع علاقاتها مع أبوظبي في يونيو الماضي، متهمة إياها بتسليح قوات الدعم السريع، إلا أن الإمارات ظلّت السوق الأكبر للذهب السوداني، غير أن أبوظبي تنفي تقديم أي دعم عسكري لتلك القوات.
صادرات الذهب السودانية إلى الإمارات
كشف تقرير داخلي لوزارة النقل السودانية، أن الإمارات قررت وقف التجارة مع السودان ابتداءً من 7 أغسطس، متضمناً حظر عبور الشحنات القادمة من آسيا ودول خليجية أخرى، وفقًا لـ «وكالة بلومبرج».
ووفقًا للتقرير، أصدرت "مجموعة موانئ أبوظبي" توجيهات بعدم التعامل مع أي شحنات متجهة إلى ميناء بورتسودان أو قادمة منه، فيما أرسلت مجموعة الشحن "CMA CGM" إشعارًا مماثلًا.
وأكد مسؤولان سودانيان أن الحظر الإماراتي أدى إلى توقف معظم صادرات الذهب، مشيرين إلى أن الخرطوم توصلت إلى اتفاق مبدئي مع سلطنة عُمان لشراء الذهب السوداني، موضحين أن وفدًا من وزارة المعادن أجرى زيارات إلى مسقط والمنامة خلال الأيام الماضية للتباحث حول بدائل لشحن الذهب.
وامتنعت كل من وزارتي الاقتصاد والخارجية الإماراتيتين، ووزارة الخارجية العُمانية، إضافة إلى الجيش السوداني وهيئة الموانئ البحرية ووزارة المعادن، عن التعليق على هذه التطورات.
وكانت وكالة الأنباء السودانية الرسمية قد أشارت العام الماضي إلى اتفاق بين السودان وقطر لإقامة منشأة في الدوحة مخصصة لاستيعاب صادرات الذهب السوداني، وهو ما أعاد وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم مناقشته مع نظيره القطري أواخر الشهر الماضي.
كما التقى وزير المعادن السوداني نور الدين طه مطلع الأسبوع الجاري نظيره المصري في القاهرة، مؤكدًا حرص الخرطوم على تعزيز التعاون الاستراتيجي مع القاهرة في مجال التعدين.
ويشير تقرير وزارة النقل السودانية إلى أن معظم السلع المستوردة من الإمارات يمكن تعويضها عبر الاستيراد من قطر والسعودية، في وقت تعمل فيه الخرطوم على فتح أسواق جديدة لصادراتها، وفي مقدمتها الذهب.
وتأتي هذه التطورات على وقع الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023، بعد انهيار التفاهمات بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن تقاسم السلطة، عقب الإطاحة بالحكومة المدنية عام 2021.