رهان على مستقبل الروبوتات والسيارات الذاتية.. "ماسك" يتوقع أن تشكل روبوتات "أوبتيموس" نحو 80% من قيمة تسلا


الثلاثاء 02 سبتمبر 2025 | 09:42 مساءً
"ماسك" يتوقع أن تشكل روبوتات "أوبتيموس" نحو 80% من قيمة تسلا
"ماسك" يتوقع أن تشكل روبوتات "أوبتيموس" نحو 80% من قيمة تسلا
وكالات

يتوقع الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، أن تُشكل روبوتات الشركة من طراز أوبتيموس في نهاية المطاف نسبة كبيرة من قيمة تسلا — نحو 80% حسب منشور له على منصة إكس، ويأتي هذا الطموح بينما تكافح الشركة على المدى القريب مع تراجع المبيعات ومنافسة قوية من شركات صينية منخفضة التكلفة، مما يدفع ماسك إلى تحويل نقاش المستثمرين نحو مستقبلٍ تعتمد فيه قيمة تسلا بشكل أكبر على الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

توقعات ماسك وقيمة أوبتيموس المستقبلية

كتب ماسك أن "ستكون 80% تقريباً من قيمة تسلا من أوبتيموس"، وفي منتصف 2024 صرّح بأن روبوتات أوبتيموس قد تحوّل تسلا يوماً ما إلى شركة بقيمة 25 تريليون دولار — رقم يعادل أكثر من نصف القيمة الإجمالية لمؤشر إس آند بي 500 في وقت تعليقه. التصريح يبيّن استراتيجية ماسك في رهان بعيد المدى على تحويل شركة تصنيع السيارات إلى لاعب مركزي في سوق الروبوتات العاملة والذكية.

لماذا يحتاج ماسك لتحويل محور القيمة؟

على المدى القصير تواجه تسلا عوامل ضاغطة:

- تراجع مبيعات لعدة أرباع بسبب منافسة شركات صينية تقدم سيارات كهربائية بتكاليف أقل.

- تشكيلة سيارات تسلا التي تراها بعض الأسواق قديمَة بالمقارنة مع طرز جديدة لدى المنافسين.

- خطاب ماسك السياسي المثير للجدل وتعامله السياسي الذي أثار قلق بعض المستثمرين.

في هذا السياق، يسعى ماسك إلى إقناع وول ستريت بأن مستقبل تسلا لا يقتصر على بيع السيارات فحسب، بل يتجه إلى منتجات جديدة عالية القيمة مثل الروبوتات المتقدمة وسياسات تشغيلية قائمة على الذكاء الاصطناعي.

روبوتات بشرية وسيارات أجرة ذاتية

تقوم رؤية تسلا على عالم تمتلئ فيه المدن بسيارات أجرة آلية وروبوتات شبيهة بالبشر تقوم بمهام مفيدة. خلال مؤتمر أرباح الربع الثاني قال ماسك إن "تسلا هي الأفضل في العالم بلا منازع في مجال الذكاء الاصطناعي في الواقع العملي"، مؤكداً على مكانة الشركة في تطوير أنظمة تشغيلية متقدمة مرتبطة بالاختبار الميداني.

أين تسير تسلا فعلياً في سوق سيارات الأجرة الآلية؟

تأخّرت تسلا في دخول بعض أسواق سيارات الأجرة الآلية. حتى الآن بدأت اختباراتها مؤخراً في مدينتي أوستن بكاليفورنيا وسان فرانسيسكو، بينما سبقتها شركات أخرى:

شركة ألفابت (Waymo) التي أطلقت تطبيقها في عدة أسواق وحققت عشرات الملايين من الرحلات، وبلغت 10 ملايين رحلة مدفوعة الأجر في مايو حسب الإشارة الواردة.

شركة بايدو التي أطلقت تطبيق Apollo Go في الصين.

هذا التأخر يضع ضغطاً على تسلا لسرعة الانتشار إذا أرادت المنافسة في سوق التنقل الآلي التجاري.

سباق الروبوتات: منافسون عالميون ومحليون

لا يقتصر التنافس على شركات النقل الآلي فحسب؛ بل يشمل سوق الروبوتات البشرية والعملية: شركات مثل Unitree — التي برزت في مسابقات الروبوتات الشبيهة بالبشر — وBoston Dynamics، وAgility Robotics، وApptronik، و1X، وFigure (فيغر) تعمل على روبوتات لأغراض صناعية وخدمية. هذا يضع أمام تسلا تحديات تقنية وتسويقية كبيرة لإبراز ميزة تنافسية واضحة.

خطط الإنتاج والتطورات المؤسسية حول أوبتيموس

أعلنت تسلا أن خططها تتضمن تصنيع دفعات مبكرة من روبوتات أوبتيموس؛ في مارس قال ماسك إن الشركة تخطط لتصنيع 5000 روبوت من طراز أوبتيموس خلال العام. كما صرّحت الشركة في عرض للمساهمين أن العمل يسير "على الطريق الصحيح لبناء روبوت أوبتيموس على خط إنتاج تجريبي في فريمونت بحلول عام 2025، مع نشر أوسع للروبوتات التي تؤدي أعمالاً مفيدة في جميع مصانعنا".

على مستوى الموارد البشرية، شهد الفريق تغييرات؛ أعلن نائب رئيس قسم روبوتات أوبتيموس ميلان كوفاتش رحيله في يونيو بعد تسع سنوات مع الشركة — خطوة قد تؤثر على زخم التطوير المؤقت.

الهدف النهائي لأوبتيموس

تطوّر تسلا روبوت أوبتيموس بهدف بيعه يوماً ما كرّوبوت ذكي ثنائي القدمين قادر على أداء طيف واسع من الأعمال: من مهام المصانع إلى أعمال الرعاية. هذه الرؤية الطموحة تعكس تحولاً جوهرياً في تعريف تسلا كشركة تقنية متقدمة تتعدى كونها شركة سيارات.

مخاطر وتحديات عملية واستراتيجية

رغم الرؤية الطموحة، يواجه مشروع أوبتيموس عدداً من المخاطر الواضحة:

تحديات التطوير التقني والموثوقية التشغيلية للروبوتات البشرية في البيئات الحقيقية.

العوائق التنظيمية والأمنية المتعلقة بتشغيل روبوتات في البيئات العامة والمنزلية.

المنافسة الشرسة من شركات متخصصة لديها خبرات طويلة في الروبوتات.

مخاطر تباطؤ تسلا في أسواق السيارات التقليدية قد تؤثر على رأس المال والموارد الموجهة للمشروع.

تأثير التغيرات القيادية داخل فرق التطوير على وتيرة التنفيذ.